* الرئيس التركى يعتبر الانتخابات مسألة «حياة أو موت».. والمعارضة تراها «أقذر» اقتراع فى التاريخ يتجه حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى تركيا بزعامة الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى خسارة الانتخابات المحلية، فى هزيمة مدوية لأحلام السلطان العثمانى الذى أكد فى آخر خطاباته قبل انطلاق الانتخابات أمس أن التصويت لن يكون على «سعر الباذنجان أو الطماطم أو الفلفل، إنها انتخابات من أجل البقاء». وانطلق التصويت فى الانتخابات البلدية أمس، والتى تعد اختبارا مهما للرئيس التركى حيث وصفها بأنها مسألة «حياة أوموت» بالنسبة للبلاد، وذلك بعد تسعة أشهر من توليه منصب الرئيس التنفيذى للبلاد بصلاحيات موسعة.وقرر حزبا المعارضة التركية «الشعب الجمهوري» و«الشعوب الديمقراطية» التحالف بشكل استراتيجى من أجل هزيمة تحالف «الشعب» بين الحزبين الحاكم و«الحركة القومية»، حيث قرر «الشعوب الديمقراطية» التركيز فى المناطق الكردية، بينما ركز حزب الشعب الجمهورى على المدن الكبرى خصوصا العاصمة أنقرة وأسطنبول. ويحق لما يربو على 57 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم. وستتضح الصورة بشأن الفائزين خلال ساعات. وقال منصور يافاش، مرشح حزب الشعب الجمهورى التركى المعارض لبلدية أنقرة خلال إدلائه بصوته، إن تركيا خلفت وراءها أقذر فترة انتخابات فى تاريخها، مشيرا إلى أنه اضطر للدفاع عن نفسه أمام تهم موجهة إليه من قبل أردوغان وحكومته بدلا من التحدث عن مشاريعه حال نجاح حزبه برئاسة البلدية. وقال يافاش إنه خاض قبل ذلك 3 انتخابات، لكنه لم يسبق أن شهد من قبلُ أجواء انتخابية متوترة تطايرت فيها التهم والأكاذيب الخالية من الصحة فى الهواء. ويتوقع مراقبون أن الناخبين قد يعاقبون حزب أردوغان الحاكم «العدالة والتنمية» بسبب أزمة الليرة التى بدأت فى أغسطس الماضي، والتى تفاقمت بسبب الركود الاقتصادى الذى حدث فى ديسمبر الماضي، مما تسبب فى تدهور الوضع المعيشى للأتراك. وتشير استطلاعات الرأى إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد يفقد السيطرة على العاصمة أنقرة وحتى أسطنبول، وفى حال حدوث ذلك فسوف تنهى حكما استمر 25 عاما للحزب وأن توجه ضربة رمزية لأردوغان. ويقول محللون إن الانتخابات تتضمن آلاف رؤساء البلديات والمسئولين المحليين وتعتبر استفتاء على سياساته منذ الانتخابات البرلمانية والرئاسية فى يونيو الماضي، عندما وعد «بتركيا جديدة» وفى هذه المرة، قال أردوغان إن بقاء تركيا ذاته على المحك، بينما أشار إلى تزايد مشاعر كراهية المسلمين «إسلاموفوبيا» وعرض لقطات لحادث إطلاق النار على المسجدين فى نيوزيلندا خلال التجمعات الانتخابية. وأشار أردوغان إلى أن الأزمة الاقتصادية ناجمة عن هجمات الغرب، وقال إن تركيا ستتغلب على مشاكلها بعد الانتخابات، مضيفا أنه «زعيم» الاقتصاد. ونفى معارضو أردوغان هذه الاتهامات وتحدوا وصفه للانتخابات بأنها مسألة بقاء، وقالوا إن الرئيس التركى قاد البلاد إلى الوضع الراهن. وقال كمال كليجدار أوغلو زعيم حزب الشعب الجمهورى خلال تجمع انتخابي: «ما هى مسألة البقاء؟ إننا ننتخب رؤساء البلديات، ما علاقة هذا ببقاء البلاد». وفى إشارة إلى أردوغان، قال كليجدار أوغلو «إن كانت هناك مسألة بقاء فى تركيا، فإنها بسببك». وفى مؤشر إلى أهمية هذه الانتخابات المحلية بالنسبة له، شارك أردوغان 65عاما بشكل نشط فى الحملة فعقد أكثر من 100 مهرجان انتخابى خلال خمسين يوما، وألقى ما لا يقل عن 14 خطابا يومى الجمعة والسبت الماضيين فى أسطنبول. لكن الانتباه يبقى مركزا بصورة خاصة على العاصمة أنقرة، وأسطنبول، القلب الاقتصادى والديموجرافى لتركيا، حيث بات حزب العدالة والتنمية فى خطر اليوم بعدما هيمن على المدينتين على مدى 25عاما.وعمد أردوغان إلى إرسال رئيس وزرائه السابق بن على يلدريم إلى أسطنبول، سعيا لتفادى هزيمة مذلة فى هذه المدينة التى نشأ فيها وكان رئيس بلديتها بين 1994 و1998. فى غضون ذلك، لقى شخصان من أعضاء حزب صغير، مصرعهما بعد اندلاع جدال بين الجماعات المتنافسة، وقال متحدث باسم حزب السعادات الإسلامى إن عضوين به، وهما مسئول فى مركز للاقتراع ومراقب للانتخابات، قتلا بالرصاص فى مدينة ملاطيا شرق الأناضول.