صندوق بريد مثبتة به 7 أشرطة حريرية ذات ألوان متباينة، كتب أسفل منه : «إذا كان قلبك مشرقاً فأرسلى إلى الشريط الأخضر، وإذا كان قد شغل بغيرى فأرسلى إلى الشريط البني، وإذا كنت توافقين أن تكون عاقبة حبنا بداية زواج فأرسلى إلى لون مستقبلى الأبيض، ومن المحتمل أن الغرور قد أصابك فمللتى جنونى بك فشريطى إذن هو الوردي، وإذا كان هناك من ينازعنى فى قلبك فاللون الكلاسيكى لذلك هو الأصفر، وإذا كان اعتقادى فى حبك لى مجرد سراب فأرسلى إلى الشريط الأزرق، أما إذا كنت تعتقدين أنه يجدر بى فقد الأمل إلى الأبد فلتبعثى إلى الشريط الأسود».. هكذا قرأت فتاة فرنسية رسالة من مجهول أمهرها بتوقيع «سمكة نيسان». القصة وردت فى عهد لويس الثالث عشر ملك فرنسا، حيث سجن أحد الأمراء فى مدينة نانسي، ولكنه هرب من سجنه سباحة، ثم أرسل إلى الملك سمكة مع رسالة مؤرخة فى أول نيسان يقول فيها إنه أفلت من يده كما تتملص «السمكة» من «السنارة»، ومنذ ذلك الحين صار إصطلاح «سمكة نيسان» يرمز إلى التملص، وربما أراد شاعر فرنسا أن يسأل حبيبته فإذا جاءته الشريطة السوداء تملص من الحرج على طريقة السمكة، الفكرة نفسها صارت تقليداً بين الشباب والشابات فى فرنسا يتبادلونها فى أول نيسان لمعرفة حقيقة مشاعرهم تجاه بعضهم بعضا، والمفروض بعد تسلم الرسالة أن ينزع المرسل إليه أحد الأشرطة المذكورة ويعيده داخل رسالة مغلقة إلى المرسل الذى يفهم حقيقة مشاعره نحوه من دلالة اللون. وابريل هو شهر الحب والكذب الممزوجين بالمرح .. إبراهيم عنانى عضو إتحاد المؤرخين العرب، يسوق إلينا أشهر 5 أكاذيب إبريل، وكيف بدأ العرف؟، قائلا: ولد هذا التقليد فى انجلترا فى الفترة الواقعة ما بين القرنين العاشر والحادى عشر الميلادي، إذ أخرت بعض البلدان الأوروبية رأس السنة الميلادية إلى 25 مارس، وكانت تقيم احتفالات تستمر إسبوعا وتنتهى فى أول نيسان «أبريل» وكانت الاحتفالات تقابل بالسخرية من قبل الفئات الأخرى التى تعبر عن استخفافها بهذه الاحتفالات بإرسال علب هدايا فارغة للمحتفلين، أو بإرسال التهانى الطريفة التى تحتوى على عبارات مرحة مليئة بالمداعبة، ومنذ ذلك الحين صار الأول من أبريل يوما للمرح والدعابة، التى انتهت إلى إطلاق أكاذيب بغرض الدعابة. ويروى عنانى أنه فى اليوم الثانى من أبريل 1698، أعلنت مجلة دراكز أن عددا من قرائها تسلموا دعوة لمشاهدة عملية غسل الأسود فى برج لندن صباح اليوم الأول من أبريل، وذهبوا لمشاهدة حدث لن يحدث، والتقطت المجلة صورهم ساخرة من تصديقهم كذبة أبريل، الأمر نفسه كررته جريدة إيفننج ستار إذ أعلنت إقامة معرض مفتوح للحمير فى أول أبريل 1846 وهرع الناس لمشاهدته واحتشدوا وظلوا ينتظرون، وسألوا عن وقت العرض ولم يجدوا شيئاً وعلموا أنهم جاءوا يستعرضون أنفسهم. وفى ابريل 1885 أقدم طلاب الطب فى فرنسا على دعوة رفاقهم إلى مأدبة كبري، وفى نهايتها أعلن أحد أصحاب الدعوة الصمت وقال: رفاقى الأعزاء لقد قطعت اللحم الذى أكلتموه من الجثث التى كنتم تشرحونها. ويضيف د.إبراهيم أنه حتى الملوك والمسئولون لم يسلموا من هوس كذبات إبريل، ففى أول ابريل 1962 نشرت الصحف العالمية خبر عزل خروتشوف من منصبه، وقد أفاق أهالى موسكو فى ساعة مبكرة على رنين أجراس الهاتف تحمل نبأ عزل خروتشوف وإحالته إلى المحكمة، وكان المراسلون الأجانب من ضمن المستيقظين على النبأ نفسه فأسرعوا على الفور إلى دائرة البرقيات ليبعثوا الخبر إلى الوكالات التى يمثلونها واهتز قصر الكرملين للخبر وسارع إلى نفيه فورا، لكنه أدرك أنها كذبة ابريل لهذه السنة وضحك قائلا إن مطلق كذبة أبريل هذا العام يشكو على ما يبدو من البطالة.