كل من المدينتين يحمل تاريخا غير مسبوق فالجيزة بأهراماتها وعمقها فى التاريخ، والعاصمة الجديدة وما يجرى على ارضها من إنشاءات تحكى قدرة المصريين على الأداء والإبداع حينما أرادوا. وفى مقابل ما نشهده فى العاصمة الجديدة من بناء وإعمار وتخطيط وتنظيم, نشاهد ما يجرى على أرض الجيزة من مخالفات وإهمال دون ان يكون هناك رادع بالقانون للخارجين ضد من يغتالون الجمال والتاريخ, فالجيزة من أولى بقاع الدنيا أثرا وتأثيرا فى مسيرة التاريخ البشرى وأيضا فى تشكيل وجدانه، ولا يوجد مشكك فى تلك النشأة، فهى فى عمق التاريخ بأهراماتها التى ستظل من عجائب الدنيا, لكن توارى الجمال وظهر القبح ولم تعد الحياة الهادئة وحل محلها الصخب والتلوث سمعيا وبصريا، وانتشرت أهرامات القمامة وزواحف التوك توك وانتهاك حرمة الطريق، فالمقاهى والمحال والورش اصبحت فى كل مكان دون مساءلة وخوف من قانون، وانتشرت ظاهرة رش المياه رغم ندرتها وانقطاعها فى كثير من أحياء الجيزة، وخاصة مناطق الهرم وفيصل وما حولهما، دون اتخاذ إجراءات لمنع تلك الافعال التى تضر بسلامة المجتمع واحتياجاته الضرورية. أتمنى الارتقاء بالبنية الاساسية خاصة الطرق غير الصالحة للسير سواء راجلا او راكبا كما أتمنى مع قرب بدء أعمال إنشاءات مترو الانفاق بشارع الهرم أن تسارع الاجهزة المعنية بإيجاد محاور بديلة امام حركة المرور والاستفادة بمسارات الطريق الدائرى فى بعض المناطق التى ليس بها مطالع ومنازل للدائرى، ولو على سبيل اعتبارها للحالات الضرورية, وأتمنى من بعض المسئولين بالجيزة ان يقوموا بزيارات للعاصمة الإدارية الجديدة ليروا كيف تحول المكان من صحراء جرداء الى مكان للإبهار والنسق الحضارى والتعلم منه. لمزيد من مقالات عبدالهادى تمام