المرأة هى إحدى أهم أعمدة المجتمع، وبمناسبة الاحتفال بأكثر من مناسبة لها خلال الأيام الماضية، فإن رائدة الأعمال لهذا الأسبوع امرأة بدأت مشوارها من أسفل درجات النجاح. وقصة شوقية القاصمى البالغة من العمر 43 عاما ابنة حى حلوان بمحافظة القاهرة، بدأت منذ كانت طفلة عمرها 8 سنوات تعمل فى ورش ومصانع التفصيل، وحرمت من التعليم لكن صدمات الحياة أثقلتها بالخبرات، وتزوجت وأنجبت ثلاثة أبناء ياسر ومحمد وزياد، ومع ضيق الحياة ومرتبها الذى لا يتعدى 120 جنيها فى الأسبوع، يكاد يكفى أدنى متطلبات الحياة، فجاءتها فكرة بدء مشروعها الخاص وكانت وقتها فى الثلاثين من عمرها فقامت ببيع جهاز الكمبيوتر الخاص بأبنائها واشترت ماكينة خياطة وعملت عليها من منزلها لفترة، وازداد ربحها وأصبحت تتحصل على مبلغ 500 و600 جنيه اسبوعيا. وساندت أمها كثيرا مشروعها وشجعتها على التوسع فيه، لتفاجئها فى أحد الأيام بأنها حجزت لها محلاً قريباً من بيتها، وفور التعاقد على إيجاره البالغ وقتها 150 جنيها، توجهت مباشرة لجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر مكتب حلوان فى عام 2009، ولاقت دعما من القائمين على الجهاز ومساعدتها فى الحصول على السجل التجارى والبطاقة الضريبية والحصول على أول تمويل لها بمبلغ 1000 جنيه دفعتها مقدما ماكينة عراوي، ووقتها ترك زوجها عمله ليساندها هو الآخر فى مشروعها، ومع زيادة طلبات العملاء حصلت على تمويل آخر من جهاز التنمية بمبلغ 5 آلاف جنيه ليزيد عدد الماكينات بأخرى وماكينة مكواة، وشعرت وقتها بأن الحياة ابتسمت لها، وفجأة يتعرض زوجها لحادثة دفعتها لبيع الماكينات والوقوف بجانبه فى مرضه وكان ذلك منذ 7 سنوات. وتوقف مشروع شوقية لوقت قصير، ومع كثرة متطلبات الحياة ولسداد ما عليها من أقساط، قررت أن تتحدى ظروفها مرة أخري، فلم تتردد فى التوجه لجهاز تنمية المشروعات لتحصل على تمويل ثالث بمبلغ 10 آلاف جنيه لشراء ماكينات خياطة، وعاودت نشاطها ووسعته بتمويل رابع بمبلغ عشرة آلاف جنيه، اشترت عددا من الماكينات المستعملة بحالة جيدة التى تبيعها بعض المصانع، ليصبح لديها 18 ماكينة متعددة الاستخدامات، وتخصصت فى تفصيل البنطلونات الجينز الحريمي، والبنطلونات الرياضية الحريمي، ولاقت رواجا لدى عملائها أصحاب محلات بوسط القاهرة. وأصبح نجاح شوقية يزداد ويزداد، لكن المحل ضاق عليها، وبمساعدة جارة تمكنت من تأجير شقة بالدور الأرضى لتحولها لمصنع صغير، وهو ما تطلب تمويلاً خامساً من الجهاز بمبلغ 25 ألف جنيه أشترت بها »أتواب« القماش، ومكنتها من صناعة منتج له تنافسية عالية فازداد عدد عملائها الذين يثقون فى منتجاتها. وتحلم شوقية بأن تحصل على مصنع أكبر لتوسع نشطها أكثر وأكثر، وتتمكن من تصديره للخارج ومساندة المزيد من السيدات بإتاحة فرص عمل لهن خاصة ان العاملات لديها حاليا يحصلن على رواتب تصل إلى 2800 جنيه شهريا. وتتحول شوقية العاملة إلى صاحبة مصنع وسيدة أعمال، لها قاعدة من العملاء اكتسبت عددا منهم خلال المعارض المختلفة التى أتاح لها جهاز تنمية المشروعات المشاركة بها، وتتمنى أن تفعل الكثيرات من السيدات مثلها، لرفع مستوى معيشتهن وضمان حياة كريمة لأبنائهن.