وصلتني هذه الرسالة من أبناء (قري الصبرية والفشاشة والمهندس والجندي واللوزي ويزبك), أي من ست قري بمحافظة الدقهلية, بها أكثر من نصف مليون مواطن مصري يشكون مر الشكوي من السيد وزير الصحة الذي أهانهم جميعا دون أن يدري.. فبعد أن قررت الوزارة إيفاد قافلة طبية كبيرة, وبعد أن قام طبيب يدعي د. حمدي بالذهاب إلي قرية المهندس والتقي بأهلها وكلف من كلف بالوظائف التي يريدها.. واستعدت القرية فقامت بعمل خيمة كبيرة حتي لا يقف المرضي وهم كثر في الشمس, كما حولت الدكتورة جازية أجهزة الأشعة التي يستخدمونها في مركز طبي بالقرية التي قام سكانها بتأجير أكثر من توك توك وعربة صغيرة لتمر علي القري المجاورة تعلن أن القافلة سوف تأتي غدا السبت ولمدة يومين وبها جميع التخصصات من مخ وأعصاب وباطنة ونساء وولادة وأطفال.. وأمراض متوطنة مثل البلهارسيا والفيروس الكبدي.. ووزع الأهالي لائحات مكتوبا عليها التاريخ وشعر الجميع بأنه لأول مرة يحدث هذا الاهتمام, إذ لم يحدث أن مرت عليهم قافلة بهذا الحجم, فاستعد المرضي وجاءوا علي بيات واحتشدوا في المكان الذي منح لهم المدرسة الوحيدة في القرية.. وكأن اليوم أشبه بالعيد, فالأطباء أصبحوا يتوافدون, والمرضي كذلك, والإعلانات تملأ الأرجاء, والسيد وزير الصحة ارتفعت أسهمه, وكذلك الحكومة التي شعر المواطن من محدودي الدخل بأن أحدا يفكر فيه لأول مرة.. وأن الشعارات التي كان يطلقها رئيس الدولة وهي النهضة.. إرادة شعب.بدأت تتحقق.. بشرط أن يكون هذا الشعب سليما معافي.. ووسط هذه الفرحة التي قربت بين حكومة الدكتور هشام قنديل والمواطنين في القري.. وفي مكان انتظار القافلة الطبية ووجود طوابير من المرضي الذين جاءوا من كل فج عميق يحملون أطفالهم المرضي, وأقاربهم الذين أسقمتهم العلل نزل علي الجميع الخبر كالصاعقة, وهو أنه: لن تكون هناك قافلة طبية!نزل الخبر قبل وصول القافلة بسويعات قليلة.. بعد أن كان أهل القرية قد قاموا بكل شيء.. الفراشة, والإعلانات, والطوابير, والمدرسة, وكل ما يملكون! وتقول الرسالة: إن أحدا لا يعرف ما السبب في عدم وجود قافلة أو رجوعها.. واختفي المسئولون.. د. حمدي ود. جازية ولم يوجد أحد سوي مدير الصحة في شربين, وهو د.محب البساطي.. أما وكيل الوزارة في المنصورة ويدعي د. أسامة فقد اختفي ولا يرد رقم هاتفه, وكذلك مكتب المحافظ اللواء صلاح المعداوي. ويتساءل نصف مليون مواطن مصري: من سيدفع لنا نحو خمسة آلاف جنيه ثمن الفراشة والإعلانات؟!.. ثم.. وهذا هو الأهم: لماذا يهوي السيد وزير الصحة علي أحلامنا وطوابير الفرح التي قمنا بها.. ومن سيتحدث مع مرضانا الذين زرع فيهم مجيء القافلة الطبية الأمل في الشفاء؟ أقول: وطوابير المرضي ماذا تفعل؟.. وقد أصدر وزير الصحة قراره الظالم دون مبرر.. هل يعودون إلي بيوتهم بخفي حنين؟.. وماذا فعل هؤلاء؟.. وكيف يعودون بعد أن زرع الرئيس مرسي فيهم الأمل في غد.. ليكون أفضل من حاضرهم؟.. ومن سيدفع لأهالي القرية تعويضات عن الأموال التي أنفقوها استعدادا لانتظار القافلة؟.. ثم هناك أيضا قافلة ثقافية.. هل ستلغي هي الأخري.. وهل أهالي هذه القري مغضوب عليهم بحيث يتم تجريدهم من حقوقهم في أن يعالجوا أو أن يعرفوا؟.. هذه أسئلة نضعها أمام وزيري الصحة والثقافة.. علنا نجد إجابة شافية لأصحاب الأمراض المستعصية والقلوب العطشي للمعرفة؟! المزيد من مقالات د. سعيد اللاوندي