شهدت نيوزيلندا أمس أروع لحظات احترام المواطنة والحفاظ على السلام الاجتماعى وإظهار التضامن مع ضحايا الحادث الإرهابى الأليم الذى استهدف مسجدين بمدنية كرايست تشيرش وراح ضحيته 50 شخصا، حيث رفع الآذان فى مختلف أنحاء البلاد فى إجراء استثنائى أعقبه الوقوف دقيقتى صمت وتنظيم تجمعات عامة فى أوكلاند وويلينجتون وغيرهما من المدن الأخرى واستشهدت خلال إحداها رئيس الوزراء جاسيندا أرديرن بحديث للرسول محمد لنعى الضحايا ومواساة أسرهم. ورفع المؤذن الأذان من مسجد النور فيما كان آلاف المحتشدين متواجدين فى حديقة هاجلي، من بينهم الناجون المصابون ورئيسة وزراء نيوزيلندا، ينصتون لكلمات «الله أكبر» التى تدوى فى المكان بأسره. وتزامن مع رفع الأذان من هذا المسجد رفعه أيضا وإذاعته فى مختلف أرجاء البلاد. وخلال الوقفة، ألقت أرديرن كلمة إظهارا للتضامن مع أسر الضحايا واستشهدت خلالها بحديث للنبى محمد عليه الصلاة والسلام لنعى الضحايا ومواساة ذويهم . وأثناء الوقفة نفسها، تفاعل النيوزيلنديون مع أسر الضحايا وذويهم بالتعبير عن المحبة والتضامن مع أعضاء الجالية المسلمة الصغيرة، كما احتضن الكثيرون منهم جيرانهم المسلمين فى مشاهد بدت مؤثرة للغاية فى عدد من مدن هذا البلد الواقع فى جنوب المحيط الهادئ. وتضامن كذلك الآلاف حول العالم فى هذه الذكرى المؤلمة، حيث وقف المواطنون فى استراليا فى الشوارع والمحال التجارية والمسافرون فى مطار سيدنى دقيقتى صمت تكريما لضحايا الاعتداء وتضامنا مع عائلاتهم. وفى ولاية أريزونا الأمريكية، تم رفع الأذان فى جامعة أريزونا أمس إكراما لضحايا مسجدى نيوزيلندا، كما تم رفعه أيضا فى ميدان ترافالجار بوسط لندن، حيث وقف المشاركون دقيقة صمت. كما بدأت منظمة التعاون الإسلامى فى مدينة اسطنبول التركية أمس أعمال الجلسة الطارئة بشأن الهجوم ، وذلك بحضور وينستون بيترز وزير الخارجية الذى طمأن المسلمين المقيمين فى بلاده بأنهم سيكونون فى «أمان». وقال بيترز :»نحرص بشكل خاص على ضمان شعور المجتمعات المسلمة فى نيوزيلندا بالأمان». وفى تراجع واضح عن تصريحاته الهجومية ضد نيوزيلندا، أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن تعاطف رئيس وزراء نيوزلندا وردة فعلها تجاه ضحايا وأسر هجوم المسجدين فى بلادها يعد مثالا رائعا يحتذى به قادة العالم. كما أشاد مولود تشاوش أوغلو وزير الخارجية التركى بالسلطات النيوزيلندية و«رسائلها التضامنية المخلصة». وقال :»نحن هنا لنظهر كتلة واحدة ضد أعمال العداء للإسلام فى أنحاء العالم». وعلى صعيد ردود أفعال وسائل الإعلام المحلية، ضربت الصحف النيوزلندية أروع الأمثلة أمس فى التعبير عن مساندتها، حيث خصصت جريدة «الصحافة»النيوزيلندية اليومية صفحتها الأولى لتكون حاملة للسلام بكل معانيه، فكتبوا عليها كلمة «السلام» باللغتين العربية والإنجليزية. كما تدافعت المؤسسات الإعلامية بنيوزيلندا فى كل المجالات هذا الأسبوع لتغطية الحدث، وقامت عدة صحف بتخصيص صفحاتها الأولى على مدى أسبوع للتعبير عن حزنها وأسفها لما حدث، بعيدا عن السباق والمنافسة المعتادة للحصول على أكثر مشاهدات، فقام الجميع بالدفع نحو مصلحة البلاد. وفى الشأن نفسه، أظهرت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعى مذيعات نيوزيلنديات مرتديات الحجاب أثناء تقديمهن نشرات الأخبار على شاشات التليفزيون. فى الوقت نفسه، جدد خبراء الأممالمتحدة فى مجال حقوق الإنسان مطالبتهم بضرورة اتخاذ دول العالم إجراءات عاجلة ومتضافرة لتحقيق المساواة العرقية ووقف استخدام الخطاب الشعوبى لإثارة التمييز وكراهية الأجانب. وفى فيينا، رفعت منظمات الجالية المسلمة فى النمسا أمس شكوى ضد هاينز كريستيان شتراخه نائب رئيس الوزراء وزعيم حزب الحرية اليمينى المتطرف، وذلك بسبب تصريحاته الاستفزازية التى تستهدف المسلمين. وذكرت مسئولو تلك الجمعيات المسلمة فى بيان أمس أن العبارات التى استخدمها الزعيم اليمينى المتطرف فى تصريحات أدلى بها الأسبوع الماضي، «من الممكن أن تمهد الطريق لارتكاب عنف ضد المسلمين ومؤسساتهم فى البلاد». أرديرن والوزيرة نبيلة مكرم خلال التأبين .. ونبيلة مكرم تشارك فى الجنازة الرسمية لشهداء الهجوم الإرهابى أمل عوض الله
شاركت السفيرة نبيلة مكرم عبدالشهيد وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين فى الخارج، فى الجنازة الرسمية لشهداء الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجدين بمدينة كرايست تشيرش يوم الجمعة الماضى وتوجهت جاسيندا أرديرن رئيسة وزراء نيوزيلندا بخالص الشكر إلى وزيرة الهجرة على الحضور والمؤازرة والدعم الذى قدمته إلى أسر شهداء الحادث وعلى دعوتها الدائمة للتعايش السلمى بين الشعوب والجاليات، ووجهت نبيلة مكرم رسالة شفهية إلى الحكومة النيوزيلندية ولأهالى الضحايا نيابة عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أدانت خلالها الحادث الغاشم، وشكرت السلطات النيوزيلندية لما قدمته لمصابى وأسر ضحايا الحادث، مؤكدة أنها لمست خلال وجودها فى نيوزيلندا اهتماما بالغا لأسر الشهداء وتوفير أقصى درجات الرعاية اللازمة للمصابين.