أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس عن تطلع مصر لاستمرار التعاون والتنسيق الوثيق مع فريق العمل بمفوضية الاتحاد الإفريقى لدفع عجلة العمل الإفريقى المشترك فى مختلف المجالات، خلال الرئاسة المصرية للاتحاد، بما يخدم مصالح القارة الإفريقية على نحو فعال. جاءت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال لقائه أمس موسى فقيه، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، على هامش انعقاد ملتقى الشباب العربى والإفريقى بأسوان. وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، بأن الرئيس أكد خلال اللقاء أهمية تضافر كل الجهود لتحقيق تطور ملموس على صعيد المجالات ذات الأولوية المطروحة على أجندة الاتحاد الإفريقي، لا سيما بالتركيز على قطاعات التكامل الاقتصادى والاندماج الإقليمي، والسلم والأمن، والإصلاح المؤسسى للاتحاد، والتعاون مع الشركاء الدوليين. وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس أشار إلى ضرورة العمل على تكثيف جهود الاتحاد الإفريقى لمنع النزاعات وتفعيل سياسة الاتحاد الأفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، وذلك فى إطار مقاربة شاملة تعتمد على التنمية كغاية ووسيلة لمعالجة جذور النزاعات وتعزيز مقدرات الدولة، مبديا الاستعداد لرعاية ذلك الطرح فى ضوء تولى ريادة موضوعات إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات فى إطار الاتحاد الإفريقي. من جانبه؛ أكد السيد «فقيه» أهمية مصر وثقلها فى القارة الإفريقية، لا سيما فى ضوء كونها إحدى الدول التى ساهمت فى تدشين الثوابت المؤسسة لمنظمة الوحدة الإفريقية الأم، والتى مثلت الدعامة الأولى للعمل الإفريقى المشترك، معرباً عن ثقته فى قدرة الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى على تعزيز الجهود التنموية فى إفريقيا، وأنها ستكون حاسمة أيضاً لاستكمال عملية إصلاح الاتحاد بشكل مؤسسى وضمان صيانة الاستقرار الأمنى والسياسى فى القارة الإفريقية فى ضوء ما يتمتع به الرئيس من خبرة ورؤية سياسية وتنموية ثاقبة، أخذاً فى الاعتبار أن الرئاسة المصرية تأتى خلال مرحلة دقيقة من عمر الاتحاد والتى تفرض بدورها تحديات ضخمة. وأشار رئيس المفوضية إلى حرصه على المشاركة فى ملتقى الشباب العربى والإفريقي، والذى يمثل منصة هامة لطرح أفكار الشباب من العالمين العربى والإفريقى بروابطهما التاريخية المتعددة، ومساحة رائعة لتبادل الخبرات المتنوعة بين الجانبين، كما أنه يجسد المكانة المصرية الرائدة فى القارة الإفريقية فى الاهتمام بالشباب والإيمان بقوتهم الاقتصادية والفكرية وأن الإعداد لمستقبل أفضل لإفريقيا يبدأ من الاستثمار فى قوة شبابها. وأضاف السفير بسام راضى أن اللقاء تناول التباحث حول تطورات عدد من الملفات الراهنة على الساحة القارية، كمستجدات الأوضاع فى بعض بؤر النزاعات بالقارة الإفريقية وجهود تسويتها سياسياً، وفى مقدمتها الملف الليبي، وكذلك تطورات معالجة مشكلة اللجوء والنزوح القسرى بالقارة باعتبارها موضوع العام بالاتحاد الإفريقي، وخطوات الإصلاح المالى والإدارى للاتحاد الساعية نحو تطوير آليات عمل المنظمة، وآخر الاستعدادات لانعقاد القمة الإفريقية المقبلة بالنيجر. كما تم التوافق حول استمرار التنسيق والتشاور المكثف خلال الفترة المقبلة، مع إعراب الرئيس عن ترحيبه بلقاء رئيس المفوضية بصورة دورية لتأسيس مبدأ عمل ثابت خلال عام الرئاسة المصرية ينطلق من حرص مصر على دعم وتعزيز العمل الإفريقى الموحد ومتابعة آلياته.