تدعى الديانة الزرادشتية القديمة أن أهورامزدا خلق الإنسان من تراب، وكان الإنسان سادس المخلوقات وفق تسلسل نشأة الخلق، ويلاحظ أن الديانة البابلية القديمة تقسم نشأة الخلق إلى ست مراحل بالترتيب: الماء، فالسماوات، فالأرض، فالنبات، فالحيوان، فالإنسان. وتشير الكتابات البابلية إلى أن الناس تسلسلوا من أبوين في بداية الخلق، كما تخبرنا بغضب الخالق على خلقه وطردهم من جنة كانوا يعيشون بها على الأرض، وبأنه بعث لهم طوفاناً أهلكهم إلا قليلا منهم، وكان إله زرادشت في البداية أهورامزدا: لباسه "السموات"، وجسمه "النور"، وعيناه "الشمس والقمر"، ثم أصبح يصور أهورامزدا في صورة ملك عظيم خالق العالم يستعين بأرباب صغار يطلق عليهم الملائكة. وتمجد الزرادشتية الشمس والقمر والنجوم ولا يفرقون بينهم كما يفرق العلم بين الشمس كنجم والقمر ككوكب.. كما كانوا يعتقدون أن الأرض مسطحة وليست كروية.. وكان الزرادشتيون يقدسون الشمس ويعتبرونها قبلتهم بوصفها نور السماوات ونارها الخالدة؛ وتقول الكتابات الزرادشتية المقدسة: "يجب أن تعظم شمس الصباح إلى وقت الظهيرة وشمس الظهيرة يجب أن تعظم إلى العصر، وشمس العصر يجب أن تعظم حتى المساء، والذين لا يعظمون الشمس لا تحسب لهم أعمالهم الطيبة في ذلك اليوم".. ويلاحظ أن الديانة البابلية القديمة كانت تقوم على تقديس قوى الطبيعة التي يتجلى بها نور الإله الأعلى. ويناجي النبي زرادشت الإله الأعلى أهورامزدا وحيا منه بعد عروجه ولقا~ه كما ادعى في السماء السابعة منذ أكثر من 3500 عام، متسائلا: "من ذا الذي رسم مسار الشموس والنجوم؟، ومن ذا الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل؟، ومن ذا الذي رفع الأرض والسماء من تحتها وأمسك السماء أن تقع؟، من ذا الذي حفظ المياه والنباتات؟، ومن ذا الذي سخر للرياح والسحب سرعتها؟، ومن ذا الذي أخرج "العقل الخيّر" يا أهورامزدا؟.. والمقصود "بالعقل الخير" في الزرادشتية أي "الحكمة الإلهية "، التي لا تكاد تفترق في شيء عن "كلمة الله" ويستخدمها الله للتواصل مع البشر الأنقياء. [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي