تحدثنا كثيرا خلال الفترة الماضية عن ضرورة وضع ضوابط وشروط من أجل دعم المهرجانات السينمائية، التى تستحق الدعم والتى تساهم فى تقديم الوجه الحقيقى لمصرنا الجميلة بلد الأمن والأمان. وفى الوقت الذى كنا ننتظر أن يتم عمل لجنة من وزارة الثقافة، من أجل تقييم هذه المهرجانات، التى تقام فى الجنوب والشمال دون أن يقدم بعضها أى مردود حقيقى، فى الوقت الذى نجحت فيه بعض المهرجانات، فى أن تكون قوة ناعمة حقيقة لمصر فى الخارج. الغريب فى الأمر أنه بعد صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتخفيض ميزانيات المهرجانات السينمائية التى تستضيفها مصر، ليصل الدعم إلى 40% فقط من ميزانيتها، كانت المفاجأة بعدم اعتراض صناع المهرجانات، بل إن بعضهم أكد أنه لا يوجد ضرر من التخفيض، بالرغم من قيامهم بإلغاء بعض الفعاليات المهمة، مثل الورش، والتقليل من عدد الضيوف، حيث يتضح من ذلك أن بعض صناع المهرجانات لا يهتمون بالفعاليات أو تقديم محتوى فنى وثقافى يساهم فى إظهار الصورة الحقيقية لمصر، بقدر حرصهم على إقامة الفعاليات من أجل الظهور فى الأضواء وتحقيق بعض المكاسب، فى ظل عدم محاسبتهم على ما يقومون بإنفاقه على المهرجان. وأعتقد أن وزارة الثقافة تتحمل الجانب الأكبر فى الأزمات، التى تعانيها بعض المهرجانات المتميزة، بعد أن قامت بتخفيض الدعم على الجميع، دون النظر لما يقدمه كل مهرجان، خاصة وأنها هى التى منحت الموافقة لعدد منها دون دراسة حقيقة لها ومعرفة ما سوف تقدمه تلك المهرجانات للدولة مقابل حصولها على هذا الدعم، وهو ما أدى إلى حدوث تجاوزات وأزمات خلال إقامة فعالياتها. فى النهاية.. أتمنى أن تقوم وزارة الثقافة خلال الفترة المقبلة، بعمل دراسة متكاملة تشمل كافة المهرجانات التى تحصل على دعم الدولة حتى تستطيع المهرجانات الناجحة فى الاستمرار وتطوير نفسها، بما يتماشى مع المنافسة العالمية، على أن يتم إلغاء مهرجانات السبوبة والشو الإعلامى، التى لا تستحق الدعم، حتى تستقيم الأمور. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب