منذ فترة وافق مجلس الوزراء،على مشروع قرار بتنظيم إقامة المهرجانات، بما يشمل جميع الفعاليات الثقافية والفنية ذات الطابع الاحتفالى، سواء كانت دولية أو محلية، التي تقيمها الجهات الحكومية أوغير الحكومية، بغرض تنمية الإبداع والحفاظ على الهوية الثقافية المصرية، وتفعيل التبادل الثقافي بين مصر ودول العالم. ونص مشروع القرار فى ذلك الوقت، على أن تختص وزارة الثقافة بمنح تراخيص تنظيم أو إقامة أي مهرجان، كما تشكل لجنة عليا دائمة لتنظيم إقامة المهرجانات برئاسة وزير الثقافة، وعضوية ممثلين عن الوزارات والجهات المعنية، ورؤساء النقابات الفنية والأدبية، وعدد من الخبراء في المجالات الثقافية والفنية المختلفة، على أن تكون مهمة اللجنة هى دراسة طلبات إقامة المهرجانات، ومتابعة آليات تنفيذها وتقييمها، ووضع أجندة سنوية تحدد مواعيد وأماكن إقامتها. وكنت أعتقد أن هذا القرار سوف يقضى على حالة العشوائية، التى يقوم بها عدد من مهرجانات "السبوبة والشو الإعلامى"، كما سيتم منح التراخيص لمن يستحق بالفعل بعيدا عن المجاملات التى تسىء لسمعة مصر. ولكن يبدو أن ما يكتب على الأوراق لا يتم تنفيذه فى ظل تقاعس القائمين والمكلفين بهذا الأمر، وهو ما جعلنا بين الحين والآخر نجد مهرجانا سينمائيا أو فنيا أو ثقافيا يخرج علينا مثل النبت الشيطانى ليسئ ل"أم الدنيا"، وهو ما تجسد مؤخرا فى ما يسمى ب"مهرجان المبدعات العرب". هذا المهرجان الذى أقيم بمحافظة الإسماعيلية تحت عنوان "إنها مصر"، ولا نعلم من هم القائمون عليه، ولا حتى جهة التمويل، وهل هى داخلية أم خارجية لا يعلمها أحد؟، حيث فوجئنا جميعا فى ختام فعالياته بنشر صور لسيدات مجهولات يرتدين ملابس فاضحة وغير ملائمة، حتى ان البعض وصفه بأنه مجرد استعراض للباحثات عن الشهرة. والغريب أن الجهات المسئولة لم تكلف خاطرها بالتحقيق فى الأمر، حيث اكتفت وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم بنفى أى علاقة بين الوزارة والمهرجان، وعلى نفس النهج أعلنت الإسماعيلية أنه لا صلة للمحافظة من قريب أوبعيد بهذا الحدث، وحتى وزارة التربية والتعليم سارعت هى الأخرى بنفى أى صلة لها بتنظيم المهرجان، وأكدت أن الشخص الذى ينتمى للوزارة شارك بصفة شخصية. والحقيقة كنت أتمنى بدلا من قيام كل تلك الجهات بالنفى، وحتى لا يمر الأمر دون عقاب لكل من يسىء لسمعة مصر، أن يتم تقديم بلاغ رسمى للجهات المسئولة، حتى يتم استدعاء القائمين على المهرجان ومحاسبتهم، حتى لا يتكرر هذا الأمر مرة أخرى. لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب