وزير الأوقاف يجتمع بمديري المديريات ويوجه بمتابعة جميع الأنشطة الدعوية والقرآنية    «شعبة الأسماك»: 50% ارتفاعًا بسعر الفسيخ عن العام الماضي.. والإقبال أقل من المتوقع    محافظ قنا يتفقد مزرعة الخراف لطرحها للبيع قبل عيد الأضحى    أبرز مستجدات إنشاء وتطوير الموانئ لتحويل مصر لمركز إقليمي للنقل وتجارة الترانزيت    الري تفتح الحدائق والمزارات أمام المواطنين في احتفالات شم النسيم    أحمد إمام يفوز بعضوية مجلس إدارة الاتحاد المصري لتمويل المشاريع المتوسطة والصغيرة    الأنباء الفرنسية: إسرائيل تقصف منطقتين طالبت بإخلائهما في رفح الفلسطينية    افتتاح دار واحة الرحمة في العاصمة الإدارية (صور)    نزوح أكثر من ألف أسرة بسبب الفيضانات في أفغانستان    باحث فلسطيني: صواريخ حماس على كرم أبو سالم عجّلت بعملية رفح الفلسطينية    رقم خرافي.. عرض قطري ضخم ل"علي معلول" يقربه من الرحيل عن الأهلي    فان دايك يكشف موقفه من الرحيل عن ليفربول نهاية الموسم    زياد السيسي يحقق ذهبية تاريخية لمصر في بطولة الجائزة الكبرى للسلاح    مع شم النسيم.. ضبط محل بحيازته سجائر أجنبية غير مصرح ببيعها بالإسكندرية    10 تعليمات من تعليم القاهرة لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي قبل الامتحانات    مصرع شخصين وإصابة 3 آخرين في حادث بالوادي الجديد    تعرف على إيرادات فيلم السرب ل أحمد السقا في خامس أيام عرضه    كيف دعم تركي آل الشيخ صديقه محمد عبده بعد إعلان إصابته بالسرطان؟    6 مشروبات مهمة يجب تناولها عقب وجبة الرنجة والفسيخ في شم النسيم    ختام فعاليات المؤتمر الرابع لجراحة العظام بطب قنا    معهد أمراض العيون: استقبال 31 ألف مريض وإجراء 7955 عملية خلال العام الماضي    حبس المتهمة بقتل زوجها بسبب إقامة والده معها في الإسكندرية    مصر تحقق الميدالية الذهبية فى بطولة الجائزة الكبرى للسيف بكوريا    وزير الشباب يشهد "المعسكر المجمع" لأبناء المحافظات الحدودية بمطروح    «الصحة»: إجراء 4095 عملية رمد متنوعة ضمن مبادرة إنهاء قوائم الانتظار    "دور المرأة في بناء الوعي".. موعد ومحاور المؤتمر الدول الأول للواعظات    متى يُغلق باب تلقي طلبات التصالح في مخالفات البناء؟ القانون يجيب    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 37 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    أسهلها الدفع أونلاين.. تعرف على طرق حجز تذاكر القطارات لكافة المحافظات (تفاصيل)    على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    5 ملفات تصدرت زيارة وفد العاملين بالنيابات والمحاكم إلى أنقرة    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    مفاجأة.. فيلم نادر للفنان عمر الشريف في مهرجان الغردقة لسينما الشباب    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    زيادة قوائم المُحكمين.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    طارق العشرى يُخطط لمفاجأة الأهلي في مواجهة الثلاثاء    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    الرئيس الصيني: نعتبر أوروبا شريكًا وتمثل أولوية في سياستنا الخارجية    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    ضبط 156 كيلو لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بالمنيا    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    الشرطة الأمريكية تقتل مريضًا نفسيًا بالرصاص    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    رئيس لجنة الدينية بمجلس النواب: طلب المدد من ال البيت أمر شرعي    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    بالصور.. الأمطار تتساقط على كفر الشيخ في ليلة شم النسيم    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جليس لكل مسن..
تنمية مهارات الكبار تحميهم من اليأس
نشر في الأهرام اليومي يوم 03 - 03 - 2019

‬العمر ‬رحلة ‬كمسرح ‬تتبدل ‬فيه ‬المشاهد ‬والأدوار، ‬في ‬الليلة ‬الأولي ‬أتاه ‬جمهوره ‬مصفقا، ‬وإنصرفوا ‬، ‬وفي ‬الليلة ‬الثانية ‬جلس ‬جمهوره ‬ساخطا، ‬يعدد ‬ما ‬كان ‬يجب ‬وما ‬تاه ‬عن ‬المؤدين، ‬وفي ‬ليلة ‬أخري ‬تحمس ‬الجمهور ‬داعما ‬وناقما، ‬وانصرفوا ‬وملأ ‬كراسيهم ‬الشاغرة ‬جمهور ‬آخر ‬علي ‬ذاك ‬المسرح ‬كل ‬شيء ‬يتغير ‬البلاتوه، ‬الجمهور،المؤدون، ‬الشعور، ‬كل ‬شيء..‬وإذا ‬كنا ‬كذلك ‬لا ‬نملك ‬إيقاف ‬طوفان ‬التغيرات ‬التي ‬تعترض ‬طريق ‬رحلتنا، ‬فإنه ‬يكون ‬من ‬حسن ‬العقل ‬أن ‬ندرك ‬كيف ‬نتأقلم ‬معها، ‬أو ‬كيف ‬تمر ‬علينا ‬دون ‬أن ‬يشكل ‬مرورها ‬ثقلا ‬ضاغطا ‬علي ‬ظهورنا ‬لا ‬نقوي ‬علي ‬السير ‬مع ‬حمله.‬
د.‬عزة ‬كريم ‬أستاذ ‬علم ‬النفس ‬قالت ‬إن ‬حصر ‬مفهوم ‬العمر ‬في ‬الزمن ‬من ‬لحظة ‬الميلاد ‬للوفاة، ‬هو ‬تعريف ‬قاصر، ‬لا‬يراعي ‬العمر ‬البيولوجي ‬لأجهزة ‬الجسد ‬من ‬النضج ‬للتدهور، ‬فمثلا ‬شخص ‬في ‬عمر ‬ال ‬30 ‬يري ‬نفسه ‬صغيرا، ‬فتجده ‬يلعب ‬ويلهو ‬كطفل، ‬وفي ‬حالة ‬أخري ‬تجد ‬طفلا ‬ذو ‬13 ‬عاما ‬يري ‬نفسه ‬قد ‬شب ‬ولا ‬يليق ‬به ‬اللعب ‬واللهو، ما ‬يعني ‬أن ‬مفهوم ‬العمر ‬يتغير ‬أيضا ‬بتغير ‬الأفراد ‬وتقديرهم ‬لأنفسهم ‬فعملية ‬التقدم ‬في ‬العمر ‬ترتبط ‬بحدوث ‬تغييرات ‬عامة ‬تنطبق ‬علي ‬كل ‬الشعوب ‬والأنواع، ‬مثل ‬الشيب، ‬وهناك ‬تغييرات ‬ترتبط ‬بالنوع ‬فتحدث ‬مثلا ‬للسيدات ‬دون ‬الرجال ‬أو ‬لأشخاص ‬معينين ‬في ‬ظروف ‬معينة ‬دون ‬آخرين.‬
كما أن ‬هناك ‬تغييرات ‬إجتماعية، ‬تتعلق ‬بدور ‬الفرد ‬في ‬المجتمع، ‬فمثلا ‬دور ‬الأمومة ‬أو ‬الأبوة ‬أو ‬الزواج، ‬كذلك ‬يحدث ‬تغييرات ‬نفسية ‬تؤثر ‬علي ‬القدرات ‬العقلية، ‬وتكون ‬مرتبطة ‬بالتغييرات ‬الإجتماعية ‬والصحية،.‬
تقدم ‬ناجح ‬في ‬العمر
وتقول ‬كريم ‬إن ‬هناك ‬تباين ‬بين ‬الأشخاص ‬في ‬عملية ‬التغيير، ‬تتوقف ‬علي ‬القدرة ‬والتعليم، ‬بمعني ‬أن ‬مستوي ‬القدرة ‬علي ‬التذكر ‬من ‬الأساس ‬مختلف، ‬ومتباين ‬حتي ‬بين ‬الأطفال، ‬وهذا ‬التباين ‬يظل ‬قائما ‬مع ‬تقدم ‬العمر، ‬وكذلك ‬التعليم، ‬وإذا ‬عرفنا ‬أن ‬كل ‬مرحلة ‬عمرية ‬لها ‬أزمتها، ‬فإن ‬عملية ‬النمو ‬بشكل ‬سليم ‬تتوقف ‬علي ‬تعاملنا ‬مع ‬أزمتها، ‬فمثلا ‬مرحلة ‬الرشد ‬توصف ‬نفسيا ‬بأنها ‬مرحلة ‬الألفة ‬في ‬مقابل ‬العزلة، ‬حيث ‬تشهد ‬تغير ‬في ‬الأدوار، ‬ينتقل ‬الإبن ‬ليمثل ‬دور ‬الأب، ‬فإذا ‬شعر ‬بالرضا ‬عن ‬قدرته ‬علي ‬التكيف ‬والنجاح ‬في ‬شغل ‬هذا ‬الدور ‬يشعر ‬بالألفة، ‬وإذا ‬لم ‬يشعر ‬بالرضا ‬يركن ‬إلي ‬العزلة، ‬تليها ‬مرحلة ‬الإنجاز ‬في ‬مقابل ‬الإنسحاب، ‬والتي ‬تعرف ‬أيضا ‬بمرحلة ‬الإنتاجية، ‬حيث ‬يحصد ‬الفرد ‬زرعه ‬طوال ‬السنوات ‬السابقة.‬
وتشير ‬إلي ‬أن ‬التقدم ‬الناجح ‬في ‬العمر ‬يقوم ‬علي ‬3 ‬أضلاع، ‬أولها ‬الخلو ‬من ‬الأمراض ‬المعيقة، ‬مرورا ‬بكفاءة ‬الأداء ‬العقلي ‬والوظيفي ‬للجسد، ‬وإنتهاءا ‬بالقدرة ‬علي ‬إستمرار ‬الإندماج ‬في ‬المجتمع ‬سواء ‬من ‬خلال ‬مفهوم ‬التوافق ‬أو ‬محاولة ‬التقليل ‬من ‬العقبات ‬التي ‬يواجهها ‬فإذا ‬تمكن ‬من ‬تقليلها ‬فإنه ‬قد ‬حقق ‬توافق، ‬أو ‬من ‬خلال ‬التأقلم ‬بمعني ‬أنه ‬في ‬حال ‬حدث ‬تغير ‬طبيعي ‬في ‬المنبه، ‬ويمثل ‬ذلك ‬حالة ‬من ‬التأقلم، ‬أو ‬من ‬خلال ‬التكيف ‬مع ‬المشكلات، ‬بمعني ‬محاولة ‬التغيير ‬من ‬نفسي ‬لتقليل ‬التوتر، وبمقدار ‬ما ‬نستطيع ‬من ‬عمل ‬مؤامات ‬أو ‬تكيفات ‬مع ‬التغييرات ‬نستطيع ‬تجاوز ‬هذه ‬التغييرات ‬والوصول ‬إلي ‬تقدم ‬ناجح ‬في ‬العمر، ‬بالإضافة ‬إلي ‬قدرة ‬الفرد ‬علي ‬الإندماج ‬في ‬أنشطة ‬متعددة، ‬ووجود ‬رفقة ‬إجتماعية ‬جيدة ‬وهواية ‬تشغل ‬أوقات ‬الفراغ، ‬وكذلك ‬أن ‬تكون ‬شخصية ‬المتقدم ‬في ‬العمر ‬مرنة، ‬ليستطيع ‬التعامل ‬بطريقة ‬مختلفة ‬مع ‬التغييرات، ‬لأن ‬الشخصية ‬المتصلبة ‬من ‬الصعب ‬أن ‬تمر ‬بشيخوخة ‬ناجحة ‬أو ‬هادئة.‬
تخوفات ‬فى ‬‮‬2050‮"‬"
د.‬سارة ‬أحمد ‬أستاذ ‬طب ‬ورعاية ‬المسنين ‬بجامعة ‬عين ‬شمس، ‬تقول ‬إنه ‬وفقا ‬لمنظمة ‬الصحة ‬العالمية ‬فالمسنين ‬هم ‬من ‬تعدوا ‬ال ‬60 ‬عاما، ‬وقد ‬بلغوا ‬في ‬مصر ‬وفقا ‬للإحصاء ‬الأخير ‬في‬2017، ‬6٫‬9 % ‬من ‬أعمار ‬المصريين، ‬وهناك ‬تخوف ‬كبير ‬حيث ‬أنه ‬من ‬المتوقع ‬في ‬2050 ‬زيادة ‬عدد ‬المسنين ‬إلي % ‬25 ‬في ‬بعض ‬البلدان، ‬ما ‬يعني ‬إحتياج ‬الدولة ‬ل ‬25‬٪ آخرين ‬في ‬خدمتهم، ‬بالإضافة ‬لتوفير ‬خدمات ‬صحية ‬ما ‬يمثل ‬إنهاك ‬شديد ‬لمصادر ‬الدولة، ‬ولذلك ‬ينبغي ‬العمل ‬علي ‬الحفاظ ‬علي ‬صحة ‬هؤلاء ‬المسنين ‬ليتمكنوا ‬علي ‬الأقل ‬من ‬خدمة ‬أنفسهم، ‬وهو ‬ما ‬استدعي ‬ظهور ‬مصطلح ‬جديد ‬تبنته ‬منظمة ‬الصحة ‬العالمية ‬هو ‬جودة ‬الحياة، ‬وفقا ‬للظروف ‬المختلفة ‬التي ‬يعيشها ‬المسنون ‬علي ‬تنوعهم، ‬فالجودة ‬التي ‬من ‬الممكن ‬أن ‬أقدمها ‬لمريض ‬ألزهايمر ‬تختلف ‬عن ‬الجودة ‬التي ‬يمكن ‬تقديمها ‬لمسن ‬معافى.
وتشير ‬أستاذ ‬طب ‬ورعاية ‬المسنين ‬أن ‬هناك ‬علامات ‬لتحقق ‬التقدم ‬الناجح ‬في ‬العمر ‬وتحقق ‬الإندماج ‬بشكل ‬جيد ‬مع ‬المجتمع، ‬وهي ‬أن ‬يظهر ‬المسن ‬في ‬صورة ‬فرد ‬مستقل ‬وسعيد ‬ومنتج ‬ونشيط ‬ومعافي، ‬وحتي ‬يحقق ‬المسن ‬هؤلاء ‬الخمسة ‬فإن ‬منظمة ‬الصحة ‬العالمية، ‬قد ‬أطلقت ‬مصطلح ‬جديد ‬هو‬‮ «‬مساق ‬الحياة‮» ‬‬بمعني ‬وجوب ‬إتباع ‬نظام ‬شامل ‬عبر ‬مساق ‬الحياة ‬بالكامل ‬للفرد ‬من ‬أجل ‬الوصول ‬إلي ‬تقدم ‬ناجح ‬في ‬العمر، ‬مضيفة ‬أن ‬طب ‬المسنين ‬معني ‬بجودة ‬الحياة ‬ومحاولة ‬الإرتقاء ‬بالأداء ‬الوظيفي، ‬سواء ‬النشاط ‬داخل ‬المنزل ‬أو ‬خارجه، ‬والسعي ‬لتصحيح ‬بعض ‬المفاهيم ‬الخاطئة ‬المنتشرة ‬في ‬المجتمع، ‬من ‬إكرام ‬المسن ‬بتنحيته ‬عن ‬القيام ‬بأي ‬عمل ‬سواء ‬داخل ‬المنزل ‬أو ‬خارجه، ‬وهذا ‬أمر ‬شديد ‬الخطورة، ‬إذ ‬أن ‬المهارة ‬التي ‬لا ‬يمارسها ‬المسن ‬لمدة ‬عام ‬واحد، ‬لا ‬يعد ‬يجيدها ‬مرة ‬أخري ‬للأبد.‬ كذلك ‬ضرورة ‬التفرقة ‬بين ‬الأعراض ‬المرضية ‬والتغيرات ‬الطبيعية، ‬خاصة ‬مع ‬الأعراض ‬الغير ‬نمطية ‬للمرض ‬في ‬حالات ‬المسنين، ‬فإذا ‬كانت ‬أعراض ‬الذبحة ‬الصدرية ‬في ‬الحالات ‬العادية ‬ألم ‬في ‬الصدر ‬وأحيانا ‬يمتد ‬إلي ‬الذراع ‬الأيسر، ‬فإنه ‬في ‬حالات ‬كبار ‬السن ‬قد ‬تظهر ‬أعراضها ‬بهذيان ‬مفاجيء، ‬وكذلك ‬عرض ‬النسيان ‬المفاجيء ‬يتم ‬تشخيصه ‬غالبا ‬علي ‬أنه ‬ألزهايمر، ‬ولكنه ‬كثيرا ‬ما ‬يكشف ‬تحليل ‬الغدة ‬الدرقية ‬أنه ‬إنخفاض ‬هرموني ‬في ‬الغدة ‬فقط ‬يمكن ‬علاجه ‬بسهولة، ‬مشيرة ‬إلي ‬ضرورة ‬الفحص ‬السنوي ‬للمسن ‬وممارسة ‬المشي ‬يوميا ‬لمدة ‬20 ‬دقيقة ‬علي ‬الأقل، ‬ومراعاة ‬أسرة ‬المسن ‬أن ‬حاسة ‬التذوق ‬تنخفض ‬تدريجيا ‬بالعمر، ‬مما ‬يجعله ‬يفقد ‬شهيته ‬وشعوره ‬بالعطش ‬رغم ‬حاجته ‬للمأكل ‬والمشرب، ‬وهو ‬ما ‬يجب ‬التنبه ‬إليه ‬ومراعاته.
ومن ‬ناحية ‬أخري، ‬يعكف ‬د.‬حسين ‬نبوي ‬الأستاذ ‬بكلية ‬الفنون ‬التطبيقية، ‬علي ‬دراسة ‬تحسين ‬معمار ‬دور ‬المسنين، ‬قائلا ‬لدينا ‬خطة ‬طموحة ‬للتطوير ‬التصميم ‬الداخلي ‬للدار، ‬بحيث ‬يحتوي ‬علي ‬جزء ‬مطاطي ‬حماية ‬للمسن ‬في ‬حالات ‬التعثر، ‬كما ‬سيتم ‬إحاطة ‬أثاث ‬الدار ‬بأجزاء ‬مطاطية ‬سهلة ‬التحرك ، ‬كما ‬سيتم ‬مراعاة ‬الفراغ ‬المعماري ‬بحساب ‬عدد ‬نزلاء ‬الغرفة ‬ومراعاة ‬وجود ‬فواصل ‬بين ‬الأفراد ‬وإضاءات ‬خاصة ‬لكل ‬منهم ‬بحيث ‬لا ‬يقيد ‬أحدهم ‬رغبة ‬الآخر.‬
في ‬حين ‬ذهب ‬جمال ‬الشاعر ‬نقيب ‬الإعلاميين ‬السابق ‬إلي ‬المطالبة ‬بدمج ‬دور ‬رعاية ‬الأيتام ‬مع ‬المسنين، ‬لصنع ‬حالة ‬مجالية ‬بينهما، ‬فيما ‬يشبه ‬أجواء ‬الأسر.‬جاء ‬هذا ‬ضمن ‬صالون ‬ثقافي ‬حضره ‬نخبة ‬من ‬كبار ‬الأطباء ‬وأساتذة ‬علم ‬النفس ‬ولفيف ‬من ‬المثقفين ‬والشخصيات ‬العامة،كان ‬قد ‬دعا ‬إليه ‬د.‬أحمد ‬جمال ‬الدين ‬وزير ‬التعليم ‬الأسبق.‬
رعاة مدربين
وعلي ‬صعيد ‬آخر .. ‬شكلت ‬وزارة ‬التضامن ‬الإجتماعي ‬لجنة ‬عليا ‬لكبار ‬السن، ‬أطلقتها ‬د.‬غادة ‬والي ‬في‬2017، ‬مهمتها ‬دراسة ‬وضع ‬المسنين ‬في ‬مصر ‬والخروج ‬بتوصيات، ‬وخرجت ‬اللجنة ‬بتوصية ‬بإطلاق ‬مشروع ‬إجتماعي ‬تحت ‬عنوان «رفيق ‬المسن»‬.
ووفقا ‬لموقع ‬وزارة ‬التضامن ‬الإجتماعي، ‬فقد ‬وقعت ‬والي ‬في ‬28 ‬يناير ‬من ‬العام ‬الجاري، ‬بروتوكول ‬تعاون ‬بين ‬الوزارة ‬ومعهد ‬علوم ‬المسنين ‬بجامعة ‬بني ‬سويف ‬وعدد ‬من ‬الجمعيات ‬الأهلية ‬من ‬أصحاب ‬الخبرة ‬في ‬مجال ‬رعاية ‬المسنين، ‬ويهدف ‬مشروع ‬رفيق ‬المسن ‬إلي ‬تقديم ‬خدمات ‬الرعاية ‬للمسن ‬الغير ‬قادر ‬صحيا ‬وتحقيق ‬إحتياجاته ‬الأساسية ‬من ‬خلال ‬رعاة ‬مدربين ‬ينتقلون ‬إلي ‬محل ‬إقامة ‬المسن ‬لتقديم ‬خدمة ‬الرعاية، ويهدف ‬المشروع ‬أيضا ‬لتوفير ‬قاعدة ‬بيانات ‬متكاملة ‬ووضع ‬منهج ‬موحد ‬وشامل ‬لتأهيل ‬الخريجين، ‬بالإضافة ‬للتنسيق ‬مع ‬الهيئة ‬القومية ‬للتأمين ‬الإجتماعي ‬لإستحداث ‬كود ‬تأميني ‬جديد ‬بإسم ‬رفيق ‬المسن ‬مع ‬إعتماد ‬شهادة ‬إجتياز ‬البرنامج ‬من ‬خلال ‬معهد ‬علوم ‬المسنين ‬ببني ‬سويف، ‬علي ‬أن ‬تلتزم ‬الجمعيات ‬الأهلية ‬العاملة ‬في ‬مجال ‬رعاية ‬المسنين ‬بإتاحة ‬البرامج ‬التدريبية ‬وتوفير ‬فرص ‬عمل ‬لمن ‬يتم ‬تدريبهم. ‬ د.‬مهاب ‬مسئول ‬خدمة ‬رعاية ‬المسنين ‬في ‬إحدي ‬الجمعيات ‬الأهلية،قال ‬إن ‬الجمعية ‬بالفعل ‬تقوم ‬بتوفير ‬تدريب ‬مجاني ‬في ‬جامعة ‬عين ‬شمس،لبعض ‬خريجي ‬كليات ‬التمريض ‬والحاصلات ‬علي ‬دبلوم ‬التمريض، ‬من ‬أجل ‬تأهيلهم ‬لرعاية ‬المسنين ‬بشكل ‬جيد، ‬وتقوم ‬الجمعية ‬بدور ‬حلقة ‬الوصل ‬بين ‬الرعاة ‬المدربين ‬وطالبي ‬الخدمة.‬
------------------------------------------
والمساندة تساعدهم على الحياة الهادئة
كتبت - سالى حسن
أصيب رواد موقع التواصل الاجتماعى «فسيبوك» بحالة من الذهول والاستنكار على آثر نشر صورة لسيدة مسنة توفت بمفردها فى منزلها، وبعد معاينة الطب الشرعى اكتشفوا أنها توفت قبل شهر ونصف وأن ابنتها لم تقم بزيارتها طوال هذه الفترة لذلك لم يتم اكتشاف الوفاة فى حينها..
النجاح فى الحياة الأسرية والعملية أصبح الهدف الأوحد لكثير من الناس، وفى رحلة سعيهم لتحقيق هذا الهدف قد يغفل بعضهم قيمة مهمة جدا وهى بر الوالدين ورعايتهم، فرعاية المسن مسئولية مشتركة ما بين الأسرة والمجتمع، حتى وإن كان بصحة جيدة أو لديه من يرعاه بالمنزل.. هذا ما توضحه د.جيهان رأفت استشارى الأمراض العصبية والطب النفسى، مشيرة إلى أن رعاية المسن تشمل عدة جوانب منها الدعم الاجتماعى للمسن حتى نخفف ما يشعر به من وحدة ويزيد تقديره لذاته، ويولد لديه المشاعر الإيجابية ويقلل من التأثير السلبى للأحداث الخارجية من حوله، فالمساندة الاجتماعية على قمة الاحتياجات النفسية للمسنين وتشمل العون والعطف والحصول على الحب والمساواة والانتماء. وتؤكد الدراسات الأهمية القصوى للأقرباء ولا سيما الأبناء والأزواج فى تحقيق الراحة للمسنين، فنرى أن المسنين أصحاب الشبكات الأسرية الضعيفة أو غير الموجودة هم أكثر تعرضا للمعاناة. أما الجانب الصحى فهو مهم أيضا، فعلى الأسرة دور مهم فى وقاية المسن من الإصابة بالأمراض وذلك بإجراء الفحوص الدورية، والانتباه لأى أعراض مرضية أو نفسية مبكرا مثل عدم الاتزان أو طول ساعات النوم أو ضعف الذاكرة أو اعتلال المزاج واللجوء للطبيب المختص، وعليها الاهتمام بتغذية المسن تغذية سليمة من حيث تناول الخضراوات والفواكه وعصير الفاكهة والماء بصورة كافية، واللبن الرايب والزبادى لسهولة هضمه، ويفضل تناول الأسماك ثم الدجاج، وتعتبر المكسرات مفيدة لذاكرة المسنين، ويجب أن تقسم الوجبات إلى خمسه وجبات صغيرة مع ضرورة تقليل الملح والدهون والسكر، ويفضل أن يكون الطعام مسلوقا أو مشويا، ويستحب أن يتناول الطعام بصورة جماعية مع الأسرة، وتشجيعه على السير والامتناع عن التدخين. هناك جانب مهم تركز عليه د.جيهان وهو الراحة النفسية للمسن، فيجب معاملته بلطف وأخذ رأيه فى أمور العائلة لأن المسنين يؤدون وظيفة اجتماعية حيوية تتمثل فى تقديم خبراتهم وارشاداتهم لمن حولهم فى جميع جوانب الحياة، فهم ثروة بشرية لا غنى عنها فى أى مجتمع يسعى إلى النمو، ويفضل تشجيعه على ممارسة الاعمال أو الهوايات التى يحبها، فمن الخطأ الظن أن كبار السن لا يستطيعون تعلم مهارات جديدة واكتساب معلومات.. وقد ثبت بالدليل أن الشخص المسن لديه القدرة على التعلم كغيره من صغار السن ولكن قد ينقصه عامل الممارسة وهو يريد اكتساب هذه المهارات ليتمكن من استغلال وقت فراغه فى شئ نافع، وتناشد د. جيهان رأفت مؤسسات الثقافة توفير الكتب التى تنمى النشاط الفكرى للمسن ومراعاة توفير الكتب الدينية المناسبة التى تعود عليه بالطمأنينة والسعادة، وأيضا على المؤسسات الاجتماعية فى الدولة مثل النوادى إتاحة الفرص للمسنين لتكوين علاقات اجتماعية كوجود نشاط اجتماعى مثل الرحلات والزيارات وتحمل مسئولية الأنشطة، وقضاء الوقت فى صحبة بعضهم البعض للتحدث عن ذكرياتهم والبعد عن مشاكلهم الحالية وكذلك النشاط الثقافى فى حضور محاضرات ومناقشة مشاكل المجتمع المختلفة. أما الحالة الاقتصادية للمسن فهى جانب يغفله الكثيرون فهو يحتاج لعدد من الأدوية حسب حالته الصحية.
وأيضا إلى نوعية جيدة من الطعام والتى تحتوى على كمية مناسبة من الفيتامينات والمواد المغذية، كذلك فإن عدداً كبيراً من المسنين يحتاج إلى جهاز للتنقل أو للسمع أو للبصر أو ربما بعض العمليات الجراحية المهمةوقد يحتاج أيضا إلى عمل فحوص دورية مستمرة مرتبطة بحالاته المرضية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.