تأملت في حديث السفينة الذي قال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم مثل القائم علي حدود الله والواقع فيها, كمثل قوم إستهموا علي سفينة, فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها. فكان الذين في أسفلها إذا إستقوا من الماء, مروا علي من فوقهم, فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا, ولم نؤذ من فوقنا, فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا, وإن أخذوا علي أيديهم نجوا ونجوا جميعا. ووقفت عند قولهم لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا.. فوجدت هذا الصنف أمامي في مصر وهم: كل من... قتل بغير وجه حق. كل من... أخذ ونهب المال العام بدون وجه حق. كل من... رفع البنيان بدون ترخيص. كل من... تعدي علي الأراضي الزراعية. كل من... خالف قوانين المرور. كل من... ألقي بالقمامة في الشوارع. كل من... تحرش بالنساء في الشوارع. كل من... وقف في طريق الناس ليبيع ويشتري وتسبب في اذي الناس. كل من... غالي في المهور علي الشباب وأخر زواجهم كل من... تسبب في أزمات البنزين والسولار وانابيب الغاز كل من... إهتم بمصلحته الشخصية( الفئوية) وقدمها علي مصلحة مصر( العامة). وكل من أساء في برنامج إعلامي بغرض الإثارة والتشويش والمكاسب الشخصية وكل من ساعد أو تسبب في تفشي ظاهرة التسول.......... وإن جلسنا نحصي ونعد فسيطول بنا المقام ولكن يبقي ما هو الحل ؟ فإن أخذوا علي أيديهم إن تركوهم وما أرادوا وهنا يكمن الحل وتظهر أهمية الإيجابية وعدم السلبية وتتجلي روح الجماعة والمشاركة المجتمعية التي لا يستثني منها أحد والتي لا ينبغي أن تلقي علي جهة أو وزارة بعينها ويبقي الآخرون في موقع المشاهدة أو النقض والسخرية بل هي مشكلات مصر ويجب أن يتحرك لها الجميع كل في موقعه.. وفي حديث السفينة لم نجد انتظار الحل من ربانها أو قائدها بل ذكر الحل من الذين ركبوا في أعلاها وهذا يدل علي أن غالبية الركاب المصريين بيدهم الحل وتقع عليهم المسئولية. وبقليل من التأمل في الحديث عند قوله صلي الله عليه وسلم إستهموا علي سفينة والمعني أنهم إقترعوا ليعرف كل منهم مكانه وكأنهم كانوا مختلفين علي الأماكن فجاءت القرعة لتحل تلك المشكلة فينبغي علي كل المختصين أن يتفننوا في حل المشاكل التي تعاني منها مصر بالدراسات العلمية والأبحاث الميدانية والخبرات السابقة وتجارب الدول ولا يمنع ذلك من الرجوع للماضي والاستفادة منه في الحاضر ولن نعجز عن وجود مشاريع أو مقترحات أو حلول في أدراج مازالت مغلقة لا تحتاج سوي الفتح والإرادة المجتمعية والنية الخالصة والحب الصادق لمصر.. مع إحتياجنا في حل هذه المشكلات للصبر.. ولا شك أنه في طريقنا إلي الحل ستواجهنا صعوبات ومعوقات بل وحفريات تتطلب منا تنويع أساليب الحل وعدم السير في طريق الحل الواحد الذي قد يجدي أو لا يجدي وكأني بالسفينة وهي في صراع داخلي لحل مشكلاتها الداخلية المتمثلة في إنقاذها من محاولة إغراقها من بعض ركابها تتعرض لمخاطر خارجية من أمواج متلاطمة أو شعب مرجانية أو ظلام دامس أو قراصنة يتربصون لخطفها وهذه اشارة لركاب السفينة أن ينتبهوا لوجوب إتحادهم وتعاونهم والقضاء علي مشكلاتهم الداخلية بأسرع وقت وأقصر طريق قبل أن يأكلهم الخطر الخارجي وهم ما زالوا يتنازعون في مشاكلهم الداخلية الصغيرة أو الكبيرة. إن مصر أكبر من السفينة ومشكلاتها أشد, والحلول موجودة والمخلصون كثر ولا حدود لهم وبعض المشاكل لا تحتاج لكثير من الوقت والبعض الآخر يحتاج لوقت وهنا يلزمنا أن نبدأ. فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. والرجوع للقوانين وتطبيقها وتفعيلها بكل حزم أمر ضروري وواجب ينبغي علي الجميع إحترامة وإعلائه. وأري وجوب الإشادة بكل من يعمل من أجل مصر وحل مشاكلها بأي وسيلة من الوسائل بالفكر أو العمل التنفيذي أو أي نوع من أنواع المساعدات المادية أو اللوجيستية بل أن تكريمهم وإشهارهم واجب وطني ليكون ذلك دافعا لهم لمزيد من العطاء ودافعا لغيرهم لمنافستهم في حل تلك المشكلات. إننا نحتاج أن نجعل لكل مشكلة ملف يتعاون عليه الجميع بلا إستثناء من مؤسسة الرئاسة إلي الوزارات إلي هيئات المجتمع المدني ومؤسساته إلي النقابات المهنية والجمعيات الخيرية وصولا إلي كل مصري يعيش علي أرض هذا الوطن دون تفريق بين أبنائه أو إقصاء لأحد أو فئة أو طائفة أو جماعة أو حزب. ولا شك أن الإعلام يقع علية عبء كبير ودور مهم في حل هذه المشكلات إبتداء من تسليط الضوء عليها بلا مبالغة ولا استهانة أو تجريح ومرورا ببحثها ووضع الحلول لها وإستضافة المتخصصين وتوزيع الأدوار علي المعنيين وإنتهاء بكشف المعوقين والإشادة بالعاملين ووقتها ستنجو مصر بفضل الله عز وجل ثم بجهود المخلصين ولن تغرق أبدا إن شاء الله. وكيل مجلس الشوري