وسط توترات أمنية وسياسية شديدة، توجه الناخبون فى نيجيريا إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية التى تشهد سباقا متقاربا بين الرئيس الحالى محمد بخارى الذى يسعى لنيل فترة رئاسية ثانية، ومرشح المعارضة رجل الأعمال ونائب الرئيس السابق عتيق أبو بكر، كما سيختار الناخبون أيضا 469 عضوا للمجلس الوطنى (البرلمان) للسنوات الأربع المقبلة. ورغم التأكيدات على توفير الأمن الكافى لحماية عملية الاقتراع، ذكرت وكالة «رويترز» للأنباء وشهود عيان أنه قبل نحو ساعتين من فتح مراكز الاقتراع هاجم إرهابيون بلدة «جيدام» بولاية يومبى شمال شرق نيجيريا، حيث تنشط جماعات إرهابية مثل بوكو حرام، وأجبروا الناس على الفرار منها، كما سمع دوى انفجارات فى مايدوجورى عاصمة ولاية بورنو المجاورة، وحلقت طائرات تابعة لسلاح الجو النيجيرى فى سماء الولاية. وكانت بوكو حرام قد حذرت الناخبين من الإدلاء بأصواتهم. وفى غضون ذلك، أدلى بخاري، زعيم حزب «مؤتمر كل التقدميين» الحاكم، بصوته فى مركز اقتراع فى مسقط رأسه بلدة دورا بولاية كاتسينا شمال البلاد. وبسؤاله عما إذا كان سيعترف بالهزيمة إذا خسر أمام مرشح حزب الشعب الديمقراطى المعارض، قال بخارى للصحفيين إنه سوف يهنئ نفسه لأنه متأكد من الفوز. وهذه هى ثانى محاولة لإجراء الانتخابات فى نيجيريا حيث كانت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة قد أعلنت بشكل مفاجئ يوم السبت الماضى وقبيل ساعات من موعد الانتخابات تأجيلها لمدة أسبوع لأسباب لوجستية. وعلى الرغم من وجود 72 مرشحا يتنافسون للفوز فى الانتخابات الرئاسية، إلا أن بخارى وأبو بكر فقط لديهما الفرصة للفوز. وتعد قضايا الإرهاب وانعدام الأمن والاقتصاد المتعثر والفساد من أبرز القضايا السياسية فى نيجيريا التى يبلغ عدد سكانها نحو 200 مليون نسمة. ويقول محللون إن السباق بينهما متقارب وإن نتيجة الانتخابات ستعتمد على مدى ثقة الناخبين فى قدرة أى منهما على تعزيز الاقتصاد الذى لا يزال يستعيد عافيته من ركود أصابه عام 2016. وكان الرئيس النيجيرى قد حث المواطنين عشية الاقتراع على الخروج والإدلاء بأصواتهم متعهدا بتوفير أمن كاف للانتخابات، بينما قال عتيق، فى تغريدة على تويتر صاحبها شريط مصور لتجمعاته: «هذا السبت التصويت لحزب الشعب الديمقراطى هو تصويت لجعل نيجيريا تعمل من جديد، اخرجوا وصوتوا ودافعوا عن أصواتكم». ويبلغ عدد الناخبين المسجلين فى الجداول الانتخابية فى نيجيريا حوالى 72،8 مليون ناخب، بإمكانهم الإدلاء بأصواتهم فى 175 ألف مركز اقتراع. وتراقب الانتخابات بعثات من الاتحاد الأوروبى والاتحاد الأفريقى والولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. ومن المتوقع إعلان النتائج الأولية للانتخابات بعد يومين من الاقتراع. وتحقيق الفوز من الجولة الأولى يتطلب حصول المرشح على أكثر من 50% من أصوات الناخبين، وأيضا 25% من الأصوات فى ثلثى الولايات النيجيرية، التى تصل إجمالا إلى 36 ولاية.