جاءت الذكرى السنوية الثامنة لعملية يناير عام 2011 مناسبة لأن نشاهد ونفحص العقل الأمريكى الرسمي، والطريقة التى ينظر بها لمنطقتنا، ويهمنى التوقف أمام حديث آن باترسون السفيرة الأمريكية السابقة فى القاهرة وقت عملية يناير، فقد قام «مركز التقدم الأمريكى» منذ أيام بعقد حلقة نقاش ضمت باترسون والسفير الأمريكى فى تونس فى أثناء ما يُسمى الربيع العربى ليتحدثا عن الذكرى السنوية الثامنة للعملية، وفى تلك الندوة وضح لى تماما أن الست باترسون كانت تدافع عن نفسها بأكثر من دفاعها عن قيامها بتنفيذ تكليف عهدت به إليها الإدارة فى واشنطن، فقد انخرطت باترسون فى الدفاع عن عملية يناير التى شاركت فيها بدور مؤثر، كما راحت تناقش أمورا لا تفهم فيها من طراز أن القوات المسلحة المصرية لم تقدر على مواجهة ألف متمرد «هكذا سمتهم» فى سيناء لأنها لم تكن مستعدة لهذا النوع من المعارك وهى غير قادرة على مواجهة الإرهاب، وبالطبع هذا الكلام يدل على جهل شديد بالقوات المسلحة المصرية، وبالتغيير الشامل الذى طرأ على تسليحها وطبيعة التشكيلات التى تتكون منها، الأمر الذى سمح لها بأن تخوض «نيابة عن العالم» معارك متواصلة فى السنوات الخمس الأخيرة ضد الإرهاب وبكفاءة منقطعة النظير.. وقالت الست باترسون كذلك إن الجيش المصرى هو الذى أطاح بمحمد مرسى «أول جاسوس مدنى منتخب» وأنه الذى سيغير أى رئيس مصرى، وهذا الكلام يدل على جهل ساطع، لأن الجيش تدخل بناء على ثورة شعبية هى الأعظم فى التاريخ الإنسانى ونفذ قرار عزل مرسى بناء على تحالف ضم القوى المدنية وممثلى مؤسسات الدولة الكبري. يبقى ضمن ثرثرات آن باترسون أنها وزميلها سفير واشنطن فى تونس تكلما عن اختيار الدبلوماسيين الأمريكان من الذين لهم خبرة كبيرة فى مؤسسات المجتمع المدنى والجمعيات الأهلية فى تونس ومصر بما يشى فى الواقع بالدور الذى لعبه الدبلوماسيون الأمريكيون فى توجيه ذلك القطاع الأهلى واستخدامه فى تنفيذ إسقاط الدولة ونشر الفوضى.. كنا حين تابعنا باترسون نشاهد سيدة تعسة تصورت أن مخططها نجح فى مصر، وأن شلة البرادعى وإسراء وأسماء وعلاء وغيرهم مهدت الطريق لحكم الإخوان، إلا أنها اصطدمت بصخرة 30يونيو ولم يبق لها إلا الذكريات التى تحكيها أو تؤلفها. لمزيد من مقالات د. عمرو عبدالسميع