هرعت الأم ذات الستة وعشرين عاما إلى الشارع مصابة بحالة من الهلع والخوف الشديدين تبحث عن طفلتها «زينة «ذات الخمسة أعوام فى كل مكان بعد تغيبها لعدة ساعات رغم أنها ذهبت لشراء بعض الحلوى بجوار المنزل بصحبة إحدى صديقات الأم بعد رفض شقيقتى الطفلة الأكبر منها قليلا اصطحابها لتمر الدقائق والساعات حتى شارف النهار على الانقضاء وتسللت خيوط الظلام لتسهم بشكل أكبر فى ارتباك الأم ودخول الشك إلى قلبها. بحثت الأم فى كل مكان ثم عادت الى المنزل وهى تبكى ولا تستطيع تفسير ذلك الغياب خاصة مع غلق هاتف صديقتها «إيمان» ...وما هى إلا دقائق حتى تلقت الأم مكالمة هاتفية تخبرها بأنه تم اختطاف ابنتها وأيضا صديقتها وعليها دفع فدية وإلا سيتم بيع نجلتها الصغيرة لتجار الأعضاء البشرية. لم يدخل الشك إلى قلب الأم فى البداية أنه من الممكن أن تكون صديقتها هى أيضا متورطة فى جريمة خطف نجلتها خاصة أنها كانت تتردد على منزلها طيلة أشهر عديدة وقاربت صداقتهما على العام. وعلى الفور امر اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن العام بتشكيل فريق بحث قاده اللواء محمود ابو عمر مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية بقطاع الامن العام لسرعة كشف الواقعة وضبط المتهمين فيها. حيث تمكن المقدم نعمان ابو السعد رئيس مباحث الدخيلة وفريق معاونى المباحث اللذين قاموا خلال دقائق بتتبع المكالمة الهاتفية وتحديد هوية المتصل وكذلك هوية صديقتها المزعومة والتى تبين لرجال المباحث أنها تنتمى لعصابة لها سوابق فى خطف الأطفال وسبق إتهامها فى 4 قضايا، ومطلوبة فى تنفيذ حكم فى قضيتين وأن طليقها هو من قام بالمكالمة الهاتفية من مسقط رأسهما بالمحلة الكبرى ويعمل حدادا وقد سبق اتهامه فى 8 قضايا «خطف، مخدرات، بلطجة، هتك عرض، سرقة». من القبض عليهم من خلال فريق البحث الذى امر به اللواء جمال عبدالبارى مساعد وزير الداخلية لقطاع الامن قالت الأم «ميرفت إبراهيم»: أن علاقتى بإيمان خاطفة إبنتى بدأت منذ شهور حيث تعرفت عليها فى عيد ميلاد ابنتى الكبرى 11 سنة وقد جاءت بصحبة إحدى جاراتى وبعدها بدأت تتودد الى خاصة وأن ظروفنا كانت متشابهة فهى منفصلة ولديها ابن حسب زعمها وتعمل من أجل الانفاق عليه كما أن أعمارنا متقاربة وقد كانت تقدم لى خدمات وتساعدنى فى أنهاء أعمالى المنزلية فأحببتها وتقربت منها أكثر ولم أكن أعرف أبدا أنها تخطط لسرقة إحدى بناتى حتى عندما غابت لم أفكر فى أنها ربما تكون الخاطفة حتى انكشف كل شيء لى داخل قسم الشرطة عندما أطلعتهم على صورتها واتضح لى أن لها سوابق اجرامية هى وطليقها وأنها مازالت ترتبط به حتى بعد انفصالهما وانها جزء من عصابة لخطف الأطفال والسرقة. وتضيف الأم لم أصدق أن تعود ابنتى لحضنى بعد يومين فقط وعندما عادت احتضنتها بشدة وبكت فى حضنى وقالت «ياماما طنط كانت بتضربنى وتقوللى أنا ماما إنسى مامتك التانية دى خالص». وترتبك الأم وتقول «مش عارفة هى كانت ناوية على إيه بس أكيد ما كانتش هترجع زينة حتى لو كنت أعطيتها ما طلبته من أموال». وقد تم ضبط المتهمين اثناء وجودهما فى شقة بالمحلة محافظة الغربية وبصحبتهما الطفلة المجنى عليها. بمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة وأرشدت المتهمة الأولى عن الهاتف المستخدم فى مساومة أهل المجنى عليها.