آه لو لم تكن الفضيحة مقترنة بالسجن، إذن لما تردد الزوج ولو للحظة فى أن يعود إليه قاتلا يحمل عزة الانتقام لشرفه، لكن أشياء كثيرة تغيرت كان من شأنها أن حولت مجرى تفكير تاجر المخدرات العائد من السجن بعد قضاء عقوبة تجارته المحرمة منذ خمسة أعوام، فعندما تيقن تاجر المخدرات المفرج عنه، من خيانة الزوجة راودته فى البدء نفسه على قتلها، خاصة عندما تيقن من الخيانة بتأكده من حملها سفاحا، ثم إنه لن يكون بطلا كما كان الناس يرون ذلك فى الماضي، بل سيصير أضحوكة وأحاديث سمر للناس فى كل البدرشين وسيقولون عنه إنه استمرأ حياة السجن، فلم يقدر على أن ينعم بالحرية لو لأيام فعاد إليه بدم الزوجة الخائنة. وهكذا وجد تاجر المخدرات أيامه القادمة بين اختيارين، إما السجن مع الفضيحة بتهمة قتل الزوجة حتى لو جاء الحكم مخففا، وإما الفضيحة فقط بشرط أن يكون هو المجنى عليه فى محضر يحرره ضدها يتهمها فيه بارتكاب جريمة الزنا. هل يمكن أن يفكر تاجر المخدرات المفرج عنه بعد خمس سنوات كاملة فى الاختيار الأسوأ؟!. علمته حياة السجن أن يوما واحدا من أيام الحرية يستحق أى تضحية، ثم إنها سقطت بما فعلت، فلن يعطى لها الفرصة بفضحه بين الناس بفعلتها الشنعاء ثم يعود إلى السجن حاملا عار خيانتها. إذن فلتكن الفضيحة ولو إلى حين، فبمجرد إدانتها سيطلقها لتحمل وحدها الفضيحة، فلن يدفع هو ثمن جريمتها من حياته وحريته. وحمل تاجر المخدرات مرارته فى صدره وقاوم رعشة بيديه وهو يطارد فكرة قتلها وبخطوات ثابتة توجه إلى مركز البدرشين ليبلغ بالآتي: «إنه بعد خروجه من السجن وعقب توجه المبلغ إلى بيته بأحد نواحى المركز وجد زوجته فى استقباله بعد سنوات السجن الخمس تنتظره لتشكو لوعة الفراق ومعاناة البعد وتبدى فرحة ما بعدها فرحة، لكنه لم يعهد من الزمان أن يتم له فرحة؟! وما هى إلا أيام حتى ترامت إليه همسات بأنها وضعت حملها منذ شهور وتسللت فى غفلة من الناس لتعهد بثمرة فراش الخيانة إلى أسرة فقيرة لترعاه وتعطيه اسمها»!. لكن من المجرم؟! إجابة هذا السؤال كانت تحمل من المرارة ما يفوق الخيانة، فما بينه وبينها سوى كلمة طلاق ستفصم عرى الزوجية لتصبح غريبة عنه، لكن ماذا يفعل مع ابن عمه الذى هو بمثابة الشقيق الذى أن يجب أن يحل مكانه كقائم على أمور بيته وكان لابد أن يحرص على بقائه طاهرا مثل حرص الزوج الغائب فى غيابات السجن، لكن ابن العم نقض العهد أمام إغواء الزوجة التى ساءت سمعتها والعجيب أن خيانتها كانت مزدوجة، فقد كانت تخونه مع شخص آخر أيضا. كل هذا؟! إذن فهى لا تستحق أن يحبس بسببها ولو ساعة من نهار ولتكن الفضيحة وليتحمل ما سيقول الناس، فعلى أى حال سبق أن رددوا كل شيء عنها عندما كان قابعا فى سجنه لا يدرى شيئا عما يدور. وتوالت التفاصيل فى التحقيقات وأصر الزوج على استخدام حقه فى تحريك دعوى الزنا ضد زوجته والمقرر قانونا له وحده من دون أى أحد آخر حتى النيابة العامة لا تقوم بتوجيه هذه التهمة الشنعاء إلا بناءً على طلب الزوج. وجاءت تحريات المباحث التى امر بها اللواء رضا العمدة مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة لتؤكد كل ما قرره الزوج فى التحقيقات بشأن حمل الزوجة سفاحا وعلاقتها الآثمة برجلين كان ابن العم أحدهما!. ولم تستطع الزوجة الإنكار، خاصة بعد أن تم التوصل للطفل لدى الأسرة الفقيرة التى دبرها ابن العم الخائن لتوارى جريمتهما التى ظنا أنها ستظل طى الكتمان، لكن هيهات فى مجتمع يستحيل أن يختبئ فيه شيء مهما بلغت محاولات إخفائه. اعترفت الزوجة بتفاصيل خيانتها بعد مواجهتها مع ابن العم وما أثبتته التحريات التى قادها اللواء محمد عبد التواب نائب مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة وأمرت النيابة بحبسها وعشيقها على ذمة التحقيق. وتم نقلهما الى السجن باشراف العميدين مدحت فارس مدير المباحث الجنائية بالجيزة وعبد الرحمن ابو ضيف رئيس مباحث قطاع جنوبالجيزة وتم اخطار اللواء مصطفى شحاتة مساعد وزير الداخلية لقطاع امن الجيزة بالواقعة .. وعاد الزوج مزهوا بأنه كسب الرهان وتحمل أهون الشرين وذاق أحلى الأمرين، محققا مكسبا لا يقدر بثمن بانتصاره على شبح السجن مكتفيا بفضيحة مصيرها النسيان مع مرور الزمن القادر وحده على علاج الجراح الميئوس من شفائها مع أى دواء آخر سوى ما يقدمه الزمن!.