ينبغى ألا يخدعنا لجوء الخلايا النائمة لفصائل الإرهاب إلى استخدام قنابل بدائية الصنع فى تنفيذ جرائمهم الخسيسة لكى ينبرى البعض قائلا إن ذلك يمثل دلالة على أن الإرهاب ينحسر وتتراجع مساحته، لأن الحقيقة عكس ذلك تماما وكل الشواهد تؤكد أن رؤوس الأفاعى الهاربة خارج البلاد مازالت تملك أدوات التخطيط والتحريض والتمويل لكل هذه الجرائم الخسيسة. ربما يكون صحيحا أن أجهزة الأمن المصرية حققت نجاحا ملحوظا فى السيطرة على المنافذ البحرية والبرية والجوية التى كانت بمثابة ثغرات تسمح بدخول الأسلحة والمتفجرات، ومن ثم اضطرت الخلايا النائمة إلى التصنيع المحلى لهذه المتفجرات، ولكن ماذا عن التحريض الذى يخترق الأجواء ليل نهار عبر السموات المفتوحة، وماذا عن الخطط التى يتم إيصالها إلى داخل البلاد بواسطة وسائل الاتصال والتواصل المتنوعة وبينها استخدام بعض ضعاف النفوس من القادمين إلى البلاد فى حمل الرسائل. إن من الخطأ أن يقال إن هذه جرائم إرهابية محلية الصنع، وإنما هى جرائم عابرة للحدود بكل ما تعنيه الكلمة من معان، ومن ثم فإن الجهود الأمنية المحلية وحدها لا تكفى مهما تكن براعتها باستخدام أحدث وأذكى أساليب الملاحقة والمطاردة فى الداخل. أريد أن أقول: إنه يتحتم أن نضع النقاط على الحروف وأن نوجه اتهاما صريحا لأى دولة توفر ملاذات آمنة لرؤوس الأفاعى من رعاة هذه التنظيمات خصوصا فى تركيا وقطر، حيث تجرى أقذر عمليات الدعم لتسهيل وتيسير تنفيذ الأعمال القذرة للجماعات الإرهابية والتى تنوعت وتعددت أساليبها ووسائلها اعتمادا على عنصر المفاجأة. ولست أرى حرجا فى الدعوة لكى تتبنى مصر فى القمة العربية الأوروبية الوشيكة فى شرم الشيخ مشروعا لتجريم أى سلوك دولى يسمح بتمتع هذه التنظيمات الإرهابية بملاذات أمنية وأغطية إعلامية ومصادر تمويلية، حتى يمكن وقف هذا الخطر اللعين الذى لم يعد مقصورا علينا وحدنا. خير الكلام: الأكاذيب تماثل كرات الثلج فهى تكبر كلما تدحرجت! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله