استكمالًا للحديث حول الوسائل اليسيرة الموصلة إلى الجنة، التي ثبتت بآي القرآن، وصحيح حديث رسول الله.. يتناول هذا المقال عددًا من أعمال القلب والجوارح، التى يجب علينا أن نُثابر على ملازمتها، وتبليغها، وتعليمها: بعضنا لبعض، فضلًا عن نشرها بين الناس. إن الآخرة هى دار القرار، كما وصفها مؤمن آل فرعون: "يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ". (غافر:39). من هنا وجب التزود للآخرة، تنفيذًا لأمر الله، تعالى، إذ قال: "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ". (البقرة: 197). ولأن للمؤمن سمْتَه؛ قال رسول الله، فيما رواه سعد بن أبي وقاص: "إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي". (رواه مسلم). وغير بعيد، سُئل الرسول - بحسب عبد الله بن عمرو -: "أي الناس أفضل؟"، فقال: "كل مخموم القلب، صدوق اللسان"، قالوا: "صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب"؟ قال: "هو التقي النقي، لا إثمَ فيه، ولا بغيٌ، ولا غلٌ، ولا حسدٌ". (صححه الألباني). ذِكْرُ الله، أيضًا، يورث ذكر الله للعبد، ويقوده للجنة. قال سبحانه: "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ". (البقرة: 152). وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" دَخَلَ الْجَنَّةَ". (صححه الألباني). قال المهلب: "لا خلاف بين أئمة المسلمين على أن من قالها، ومات عليها؛ لابد له من الجنة، بعد الفصل بين العباد، ورد المظالم إلى أهلها". والأمر هكذا؛ قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله، أن تموتَ، ولسانُك رطب من ذِكْرِ الله". (حسَّنه الألباني). وفي حمده تعالى، قال عمران بن الحصين: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أفضلَ عبادِ اللهِ يومَ القيامةِ الحمَّادون".(صحيح الجامع). وصلة الرحم قرينة الإيمان؛ لحديث: "أحبُّ الأعمال إلى الله: إيمان بالله، ثم صِلَة الرَّحم، ثم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر". (حسَّنه الألباني). هذا مع حسن الظن بالله. قَالَ جَابِرِ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، يَقُولُ: "لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ". (مسلم). قال العلماء: "يظن أنه يرحمه، ويعفو عنه، فإذا دنت أمارات الموت غلَّب الرجاء عليه". وأيٌ ما كان المرء يعمله؛ يجد أثره يوم القيامة. قال تعالى: "فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿7﴾ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه (8)". (الزلزلة). [email protected] لمزيد من مقالات عبدالرحمن سعد