فى 1976، عندما أقر الرئيس الأمريكى الأسبق جيرارد فورد قانون الطوارئ كان يعانى من وضع فريد وغير معتاد بالنسبة للرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه. فلم يكن رئيسا منتخبا، حيث تولى السلطة بعد استقالة سلفه ريتشارد نيكسون إثر تورطه فى فضيحة ووترجيت. وقد عانت حكومة فورد من ضعف غير مسبوق مما أكسب الكونجرس نفوذا واسعا، خاصة وأنه كان السلطة الوحيدة المنتخبة فى البلاد آنذاك. وحاول فورد استغلال قانون الطوارئ فى دعم سلطاته وإخفاء معلومات عن الكونجرس، ولكنه فشل. ودفع فى النهاية الثمن بهزيمة ثقيلة فى الانتخابات الرئاسية من العام نفسه. وعلى الرغم من أن الرئيس دونالد ترامب لا يواجه نفس التحديات التى عانى منها فورد فى الماضي، فإنه يحاول من خلال استغلال قانون الطوارئ الالتفاف على سلطة الكونجرس والتلاعب بالدستور الأمريكي. فترامب يسعى للاستحواذ على ميزانية الجيش، التى حارب لإقرارها، مقترحا أعلى ميزانية عسكرية فى تاريخ البلاد بزيادة2٫6% عن سابقاتها، بدعوى تحديث أسلحته ودعم دفاعاته لمواجهة التهديدات الروسية والإيرانية والصينية. ولكن قبل أسابيع، فاجأ البنتاجون العالم بإعلان غير معتاد. وهو أن لديه فائضا يوازى خمسة مليارات دولار، أى نفس المبلغ الذى يحتاجه ترامب لتمويل جداره الحدودى مع المكسيك لمنع عدة آلاف من الفقراء والبائسين الذين يعانون الجوع والمرض من الدخول. وعلى الرغم من أن الأرقام تؤكد التراجع الملحوظ فى عدد اللاجئين منذ تولى ترامب السلطة، إلا أن هذا لم يمنعه من هذا التحرك المثير للجدل. ما موقف النخبة السياسية من طوارئ ترامب؟ وهل هذه بداية غير تقليدية لانتخابات 2020 الرئاسية وما مدى دستورية إعلان الطوارئ الراهن؟ ..فى هذا الملف سنحاول الإجابة عن بعض هذه التساؤلات وطرح رؤية شاملة للأزمة.