أكد سامح شكرى وزير الخارجية الموقف المصرى الراسخ المبنى على الحفاظ على وحدة وسلامة الدولة الوطنية فى كل الدول العربية، وأهمية الدفع بالحلول السياسية لتحقيق التسوية السلمية لكل أزمات المنطقة، وعلى نحو يُلبى طموحات الشعوب العربية المشروعة، فضلاً عن استمرار المساعى الرامية لدعم جهود مكافحة الإرهاب والتصدى للبيئة الحاضنة له. جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها شكرى أمس فى إطار مشاركته فى جلسة حوارية مع أعضاء معهد الشئون الدولية والأوروبية بايرلندا IIEA، التى استعرض فيها أبرز التطورات التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية إزاء مُجمل القضايا الإقليمية. وتطرق شكرى خلال الجلسة إلى التحديات الراهنة التى تشهدها المنطقة على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، والتى هى فى طبيعتها تحديات عابرة للحدود، ويمتد تأثيرها إلى العديد من دول ومناطق العالم. وأكد شكرى مركزية القضية الفلسطينية للشعوب العربية ولتحقيق الاستقرار فى المنطقة بأكملها، وذلك من خلال الوصول إلى السلام الشامل والعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين القائم على حل الدولتين، مشيراً إلى استمرار الموقف المصرى الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، والداعم لجميع حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة والثابتة، ومنوهاً باستمرار الجهود المصرية الرامية إلى توحيد الصف الفلسطيني، وتخفيف المعاناة الإنسانية للأشقاء فى جميع الأراضى الفلسطينية، علما بأن الوزير سيشارك اليوم - الثلاثاء - فى الاجتماع التشاورى المصغر لعدد من وزراء الخارجية حول الشأن الفلسطيني، والذى دعا إليه الجانب الأيرلندى بقصر «فارملي» التاريخي. وخلال زيارته إلى العاصمة الأيرلندية دبلن، قام وزير الخارجية أمس بغرس شجرة باسم مصر فى حديقة «فارملي» التاريخية بأيرلندا. وخلال لقائه مع سيمون كوفنى نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة الأيرلندى مساء أمس الأول، أكد شكرى أهمية تدشين خط طيران مباشر بين القاهرة ودبلن، لا سيما وأن مصر استعادت مكانتها كأحد أهم المقاصد للسياحة الأوروبية خلال عام 2018، فضلاً عن الدور المهم الذى تقوم به الجاليتان المصرية والآيرلندية فى الدولتين لمد جسور التواصل بين الشعبين الصديقين. ومن جانبه، رحب «كوفني» بزيارة شكرى إلى أيرلندا، معرباً عن تطلعه لأن تمثل تلك الزيارة قوة دفع جديدة لتطوير العلاقات بين البلدين، ومؤكداً الأهمية الفائقة التى توليها بلاده لتعميق وتوسيع التعاون والتشاور مع مصر على جميع الأصعدة، بما فى ذلك المرتبطة بالمسائل التجارية والإقليمية والقنصلية، وذلك من أجل تحقيق المصالح المشتركة لشعبى البلدين الصديقين. وقال المستشار أحمد حافظ المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية إن البيان الصحفى المشترك والذى صدر عن الجانبين عقب جلسة المباحثات، تناول حرص الجانبين المصرى والأيرلندى على ترسيخ أطر التعاون الثنائى بينهما، فضلاً عن رؤيتهما المشتركة حول أهمية التعاون بين إفريقيا والاتحاد الأوروبي، خاصة فى ضوء تولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى وأولوياتها فى هذا الشأن، والتى تسعى إلى تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالقارة الإفريقية، وتطوير البنية الصناعية والزراعية بما يعزز الأمن الغذائي، فضلاً عن دفع آفاق التعاون بين الاتحاد الإفريقى والشركاء الدوليين والإقليميين والمحليين.