بعد بدء تطبيق نظام «التوكاتسو» اليابانى فى المدارس المصرية اليابانية، والذى يقوم على ممارسة أنشطة تعليمية ضرورية لنمو الطالب وبنائه علاقات إنسانية جيدة والارتقاء بمستواه العلمى والمعرفى والثقافى وتطوير سلوكياته، تلوح فى الأفق هذه الأيام بوادر عصر «الكايزن»، وهى كلمة يابانية الأصل تعنى «التحسين» والمقصود بها كما قرأت تحسين وتطوير أساليب العمل، حيث تستخدم فى اليابان بنجاح وعلى نطاق واسع فى الإدارة والصناعة ككلمة رنانة لعملية توجيه فرق العمل المختلفة فى أى مصنع أو موقع إنتاجى لتطوير وتنفيذ استراتيجيات دقيقة واضحة المعالم لتحقيق النمو المستدام استنادا إلى خمسة محاور رئيسية هى العمل الجماعى، والانضباط الشخصى، وتحسين الروح المعنوية، والارتقاء بالجودة، واقتراحات للتحسين، كما أن «الكايزن» ليس فقط طريقة لتطوير أساليب العمل، وإنما أيضا منهج حياة للشعوب وفقا لما صرح به السفير اليابانى بالقاهرة ماساكى نوكى خلال افتتاحه ورشة عمل عن «الكايزن» نظمتها الجامعة المصرية اليابانية فى القرية الذكية بالتعاون مع جمعية خريجى هيئة المنح الفنية اليابانية،! وكم أتمنى استنساخ نظام «الكايزن» فى مصر، فيتم تطبيق منهجيته وآلياته وأدواته فى المصانع والمؤسسات والشركات والحقول والورش والبنوك والأسواق، وعلى صعيد الأسرة المصرية والمنظمات المجتمعية، وكل مواقع العمل والإنتاج والخدمات والعلاقات الإنسانية حتى يبدو وجه الحياة أكثر جمالا وإشراقا بتطوير منظومة العمل، والارتقاء بجودة الأداء، وتنامى معدلات الإنتاج، وتحقيق التنمية المستدامة وتطوير الخدمات وضبط السوق والنهوض بمستوى المعيشة، وتقويم السلوكيات المعوجة والارتقاء بمستوى العلاقات الإنسانية بين المواطنين فى الشارع والمنزل ومواقع العمل وما يترتب على ذلك من تراجع ملحوظ فى معدلات الجرائم وحالات الطلاق والدعاوى القضائية التى تموج بها المحاكم على اختلاف مسمياتها ودرجاتها وغير ذلك مما يحرك فى النفوس بواعث السعادة والبهجة والارتياح والتفاؤل والأمل فى غد أفضل ويوفر للمواطنين على اختلاف مستوياتهم الثقافية والاجتماعية المقومات الأساسية والعناصر الرئيسية لحياة مستقرة وكريمة وسعيدة.. مرحبا ب «الكايزن» فى مصر . مهندس هانى أحمد صيام