يفتشون عن المشردين أطفالا وكبارا ممن لا مأوى لهم سوى الشارع.. لا ينتظرون البلاغات التى تصلهم من الأشخاص أو الهيئات بل يتحركون بشكل مباشر للبحث عن الحالات فى كل مكان، انه فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعى بالدقهلية الذى حاز نشاطه زخما كبيرا من الدولة ومن المنظمات المدنية بعد مبادرة الرئيس « حياة كريمة « التى أعادت روح التكافل والمسئولية الاجتماعية مرة اخرى... بداية تقول بدرين السيد رئيس الفريق وكبيرة اخصائيى الأسرة والطفولة بمديرية التضامن بالدقهلية إن كثيرا من الحالات تخفى قصصا إنسانية قاسية تظهر أحيانا جحود الأبناء وعقوقهم أو استغلال الأطفال فى التسول وأحيانا تضم الشوارع «مرضى نفسيين» يحتاجون إلى معاملة خاصة، وأنها أثناء سيرها فى شارع الجيش بالمنصورة صادفت عددا من الأطفال يتسولون وعندما تحدثت معهم عارضة المساعدة أخبروها بأنهم من كفر صقر بمحافظة الشرقية ولهم بيوت وطلبوا 5 جنيهات منها، رافضين الذهاب معها لمساعدتهم وكان واضحا خوفهم من أن يكونوا تحت المراقبة وربما يشتغلون لحساب شخص أو مجموعة محترفة فى التسول، وكذلك وجدت رجلا عمره 40 سنة يقيم داخل المقابر ولا يتكلم مع أحد بعد بلاغ للأهالى وتم إدخاله المستشفى وسيتم تدبير دار مسنين له.فقد تم مساعدة شاب مشرد بالمنصورة عمره 30 سنة معاق وأبدى رغبته دخول دار الرعاية وبالتحدث معه وجد أن والدته على قيد الحياة ولديه سكن وأنه يتقاضى مساعدة شهرية قدرها 300 جنيه، كما تم التعامل مع حالة أخرى لمسن من محافظة المنيا كان يقيم بأحد شوارع المنصورة وتم نقله إلى مستشفى المنصورة الدولى لتلقى العلاج ثم إيداعه بدار رعاية المسنين. وقالت بدرين ان حالات أخرى لا تستجيب لمساعدتها وأحيانا يدعون أنهم فقدوا الذاكرة أو ينسون أسماءهم ثم يتضح أن لهم أسرا وبيوتا لكنهم اتخذوا من التسول حرفة، مشيرة إلى أن الفريق لا يستطيع إجبار أحد على التحرك معه ولابد من الإقناع والحوار حتى يطمئن، وضربت مثلا برجل عجوز وجدوه عند مكتبة الشاذلى رفض الانتقال معهم إلى دار الرعاية ولكنه طلب منهم أن يمروا عليه بعد أسبوع لدراسة عرضهم. حالة أخرى لرجل طردته زوجته من البيت لظروفه الاقتصادية وبقى فى الشارع وحيدا وقد تم توفير مكان له حتى جاء شقيقه وتسلمه، غير أن الحالة التى توقفت عندها رئيسة فريق التدخل السريع كانت لطفل لا يتعدى العاشرة وجدته يبيع اللبان عند إستاد المنصورة ولما سألته عن سبب وجوده قال لها « بجرى على أكل عيشى « وزادت صدمتها عندما أخبرها أن والده ووالدته فى البيت. وتقول بيانات وزارة التضامن الاجتماعى إن إجمالى عدد الحالات بالدقهلية التى تم التعامل معها منذ بداية مبادرة رئيس الجمهورية 50 حالة منهم 35 مشردا، 16 طفلا بلا مأوى، وبلغ عدد الحالات المستجيبة من المشردين ثلاثة فقط والباقى بعضهم أفاد أن له منزلا وأولادا وأنه لجأ إلى الشارع نظرا لظروفه الاقتصادية وهؤلاء تم توجيههم الى الإدارة الاجتماعية المختصة لتقديم منظومة الخدمات الاجتماعية لهم والبعض الآخر حالات تسول رفضت الانتقال الى أى دار رعاية.