يبدو أن السمكة التى التهمتها اليوم لم تكن تريد أن تموت كانت سمكة طويلة ثقيلة من فصيلة سمك البورى لم تكن عيناها بارزتين ربما فقأتُ إحداها وأنا ألتهمها كانت لذيذة وسوداء كالعادة لم تكن بطنها المغلقة تحمل مفاجأة لي ربما كانت تفضل ألا تنتهى حياتها بهذه الطريقة البشعة أو ربما انزعجت حينما بدأت أصابعي تفتش عن أعضائها الأنثوية أو امممم ربما كانت فى وضع تأملى حينما فاجأها صياد ماكر وجذبها من فمها بقوة دارت فى الهواء نصف استدارة ثم خمدت فى القفص مستاءةً أخذت تتململ لكن عينا الصياد النوبى - وقد صارتا منشغلتين الآن بضحية أخرى - لم ينتبها إلى عينيها المتحجرتين عادةً لا يتوقف الصياد عند تلك الأمور الهامشية: الفترة التى يقضيها المرءُ فى التأمل ارتجاف اليدين ترهل الثديين تصلب الزعانف حركة الرأس المتواترة اعوجاج العمود الفقرى وحدة الأشواك لهذا السبب لا تريد أن تغادرنى بسهولة ليس الآن ليس قبل أن تتمكن من الصعود إلى رأسى تلك الشيطانة السوداء تعبث بمخيلتى تسبح فى مناطقى المحرمة تنشب أسنانها الشرسة فى دوائرى اللزجة تحرمنى من الرقص من الغوص من افتعال الفوضى ومن الاعتقاد الساذج بأنني الآن أحمل رأسا أكثر ثقلاً من ذى قبل