فى السودان، حيث التوتر الأمنى، وانتشار المظاهرات، خاصة بالقرب من الجامعة، لمشاركة الشباب بها، جاء القرار من الحكومة السودانية بضرورة عودة جميع الطلاب المغتربين إلى بلادهم، حتى تستقر الأمور فى البلاد، ثم إعادتهم مرة أخرى إذا هدأت الأمور، وبالفعل عاد أولادنا الطلاب بجامعات السودان إلى مصر، مصحوبين بفرحة ذويهم، بعد أن كانوا فى غاية القلق عليهم، وطالب عدد من أولياء أمور الطلاب وزير التعليم العالى بالموافقة على تسكين الطلاب فى كليات مشابهة لكلياتهم بالسودان، لعدم اطمئنانهم على أولادهم إذا عادوا مرة أخرى لاستكمال دراستهم بها، لكنهم فوجئوا بقرار غريب جدا، وهو إعادة جميع الطلاب للسودان، رغم استمرار التوتر بها- واستكمال الدراسة كأن شيئا لم يحدث!. وبالفعل عاد الطلاب، امتثالا للقرار، لكنهم لم يجدوا أى من الأساتذة ولا حتى الطلاب السودانين، فالحالة ما زالت غير مستقرة. ما حدث أن الحكومة السودانية أعادت الطلاب المصريين للمرة الثانية، من عدة أيام لمصر، معلقة دراستهم هناك، ومانحة لهم الموافقة على استكمال دراستهم بمصر، فما الضير فى تسكين هؤلاء الطلاب بكليات في مصر مثل كلياتهم بالسودان رأفة بقلوب الآباء والأمهات، وحماية للطلاب، وصيانة مستقبلهم، فقد حدثت أحداث مشابهة لما يحدث الآن، حين عاد طلاب مصريون من اليمن وليبيا عام 2011، وقامت الحكومة المصرية بإجراء تسكين الطلاب بكلياتها، وكان قرارا حكيما، نتمنى أن نستعيد نفس الروح الوطنية، ونعيد تفعيل هذا القرار الحكيم مرة أخرى. السيد رئيس الوزراء.. السيد وزير التعليم العالى.. برجاء مراعاة ظروف أبنائنا الطلاب، والأخذ فى الاعتبار أنهم قد لجأوا إلى بلدهم، الذى يلجأ إليه الغريب قبل القريب، فيجد فيه الأمان. [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل