على مر القرون أحاطت روايات التقديس بجبل المقطم، مما جعله قبلة العباد والزهاد وأصحاب الكرامات. ومن هؤلاء كان العابد الزاهد شاهين المحمدى الذى جاء من إيران إلى مصر. ولما رآه السلطان قايتباى اختاره ضمن الجنود المماليك. لكن حياة الجندية كانت أبعد ما يكون عما أعده الله له، فاعتزلها وصحب أهل الله. فقربه السلطان إلى مجلسه. لكن الطريق الذى جذبه كان لا يبدأ من مجالس السلاطين. فترك مصر ثم عاد اليها و لكن فى ثنايا الرحلتين تبع أولياء الله و تتلمذ على أيديهم. ثم حانت اللحظة التى ادخرتها الأقدار له ، فصعد إلى سفح المقطم وعاش فى خلوة استغرقت الثلاثين عاما الأخيرة من عمره حتى أن زواره كانوا يظنونه «غرس» نبت فى قلب الجبل، وتخليدا لذكرى والده قام ابنه جمال شاهين الخلوتى ببناء مسجد وبئر فى المكان. إلا أن مبنى الجامع التابع لوزارة الآثار يعانى اليوم من الاهمال الذى يسهم فى صعوبة الوصول إليه وتحكم مجموعة من البلطجية فى السماح للزوار بدخوله، من ينقذ مسجد شاهين الخلوتى؟