بعد ساعات من اعتراف عدة دول أوروبية بزعيم المعارضة خوان جوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، حذر الرئيس نيكولاس مادورو من اندلاع حرب أهلية فى البلاد، مؤكدا أنه لن يرضخ للضغوط الغربية للتنحى عن السلطة. وحذر مادورو خلال مقابلة مع قناة «لا سيكستا» التليفزيونية الإسبانية، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من أنه يرتكب أخطاء ستلطخ يده بالدماء وأنه سيغادر رئاسة الولاياتالمتحدة ملطخا بالدماء إذا تدخل فى فنزويلا، وحذر مادورو ترامب من تكرار سيناريو حرب فيتنام فى أمريكا اللاتينية. وعند سؤاله حول ما إذا كانت الأزمة فى فنزويلا ستؤدى إلى حرب أهلية، قال مادورو « اليوم لا أحد يستطيع الإجابة بيقين عن هذا السؤال ، فكل شيء يعتمد على مستوى جنون وعنف الإمبراطورية الشمالية ( الولاياتالمتحدة) وحلفائها الغربيين»، على حد تعبيره. وتابع: « نطالب الجميع بعدم التدخل فى شئوننا الداخلية ونحن مستعدون لحماية بلادنا». وحول المهلة التى كانت دول أوروبية قد منحتها له لإجراء انتخابات رئاسية وإلا اعترفت بزعيم المعارضة رئيسا، أكد مادورو أنه لن يرضخ فى مواجهة ضغوط من يطالبون برحيله، وتساءل قائلا: «لمَ يحق للاتحاد الأوروبى أن يقول لبلد أجرى انتخابات أن عليه إعادة الانتخابات الرئاسية لأن حلفاءه اليمينيين لم يفوزوا؟». وأشاد مادورو فى الوقت نفسه ب«مجموعة اتصال» شكلتها دول أوروبية وأمريكية جنوبية وسيلتقى ممثلوها فى مونتيفيدو عاصمة الأوروجواى بعد غد الخميس. وأشار إلى أن هذه المبادرة ستتيح الحوار بين الفنزويليين لإيجاد مخرج للأزمة. وفى المقابل، دعا جوايدو، رئيس البرلمان الذى أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، الاتحاد الأوروبى لتقديم مساعدات إنسانية إلى فنزويلا التى تشهد أزمة اقتصادية خانقة. ولم يحدد جوايدو بعد موعدا لوصول مساعدات إنسانية أمريكية كان قد أعلن عنها فى وقت سابق، فيما أعلن جون بولتون مستشار الأمن القومى الأمريكى فى رسالة على تويتر أنه استجابة لطلب زعيم المعارضة، تحضر واشنطن وتنقل مساعدات إنسانية إلى فنزويلا. فى غضون ذلك ، اعترفت كل من بريطانياوفرنسا وألمانيا وإسبانيا والسويد والنمسا والدنمارك أمس بزعيم المعارضة الفنزويلى خوان جوايدو رئيسا انتقاليا للبلاد وذلك بعد ساعات من انتهاء المهلة الأوروبية التى رفضها مادورو. وأعرب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، دعمه لزعيم المعارضة ووصفه فى تغريدة له على موقع تويتر، بأنه «الرئيس المسئول». وكتب ماكرون: «من حق الفنزويليين التعبير عن أنفسهم بحرية وبشكل ديمقراطي، وتعترف فرنسا بأن خوان جوايدو هو الرئيس المسئول عن تنفيذ إجراء انتخابي». من جانبه، ندد الكرملين أمس ب«التدخل» الأوروبى فى شئون فنزويلا، بعد اعتراف عدة دول أوروبية بجوايدو.