من الطبيعى فى أوقات احتدام المنافسة على مسابقة الدورى الممتاز أن ترتفع حدة التصريحات المصاحبة لمبارياتها كانعكاس لارتفاع درجة حرارة الجميع، لا سيما فى ظل اتساع المنافسة لتشمل المركز الثانى أيضا الذى يخول لصاحبه المشاركة فى دورى أبطال إفريقيا، ويفتح الأمل للانضمام إلى الصفوة فى كأس العالم للأندية إذا ما نجح المشارك فى الفوز بالبطولة القارية. والمنافسة على المركزين الأول والثانى للدورى لم تبلغ مرحلة السخونة فحسب بل اشتعلت بالفعل مع تحسن أحوال الأهلى الفنية لتصبح للقمة ثلاثة أضلاع بعد أن سارت الأمور طوال الأشهر الماضية بضلعين فقط هما الزمالك وبيراميدز. وفى كل الأحوال فمن حق كل ناد، خاصة إذا كان يحمل فرصا حقيقية فى المنافسة الحفاظ على تلك الفرص بكل الطرق المشروعة، التى من بينها بالطبع إضعاف فرص منافسه، وعدم السماح له بالحصول على حقوق غير موجودة فى اللائحة، ولم يتمتع بها منافسوه. وفى الوقت نفسه، يجب ألا يعتبر اتحاد كرة القدم نفسه طرفا فى هذا النزاع الذى أراه طبيعيا، بل هو فى حقيقة الأمر مندوب عن هذه الأندية فى الحفاظ على حقوقها وحقوق المسابقة التى تتشكل من عدة أندية، مثلما يتشكل الاتحاد نفسه من عدة أندية، فلا مفر للاتحاد من اتباع العدل بينها وتوفير فرص متكافئة أمامها. والأمر أبسط من تراشق التصريحات الساخنة، وهو تدارس ما استجد من مطالب فى حدود الظروف الراهنة واللوائح المعمول بها، فإن كانت هذه المطالب مشروعة، فعلى اتحاد الكرة أن ينفذها فورا، وإن كانت غير ذلك فعليه أن يتمسك بما سبق وإن تم إعلانه عنه، وكما أن الاتحاد يقف حكما بين الأندية وليس فى صراع مع أى منها، لا بد أن يكون هذا التدارس فى وجود الأندية نفسها، ويقدم كل منها حججه أمام الآخرين، ومن ثم يكون القرار جماعيا، وليس التحول إلى معركة لبيان من هو صاحب الصوت الأعلي، ومن يسعى لاتباع سياسة بأخطف واجرى». لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل