إن حب الوطن غريزة فطرية، وما من إنسان إلا ويعتز بوطنه، لأنه مهد صباه ومكان خطاه ومرتع طفولته وملجأ كهولته ومنبع ذكرياته وموطن آبائه وأجداده، حتى الحيوانات لاترضى بغير وطنها بديلا. والطيور تعيش فى عشها سعيدة ولا ترضى بغيره ولو كان من الحرير، والسمك يقطع الأميال متنقلا عبر المحيطات والبحار ثم يعود إلى وطنه، وهذه النملة تخرج من وطنها وتقطع المسافات الطويلة تبحث عن رزقها، ثم تعود إليه، بل إن بعض المخلوفات إذا تم نقلها عن موطنها فإنها تموت ، فإذا كانت هذه سنة الله فى المخلوقات فقد جعلها الله فطرة فى الإنسان، وإلا فما الذى يجعل الإنسان الذى يعيش فى المناطق الحارة وذلك الذى يعيش فى القطب المتجمد الشمالى أو الذى يعيش فى الغابات يعانى مخاطر الحياة كل يوم، ما الذى يجعلهم يتحملون كل ذلك إلا حبهم لوطنهم، لذا كان من حق الوطن علينا أن نبذل من أجل أمنه واستقراره أرواحنا ودماءنا مثلما يفعل رجال الجيش والشرطة. ومن الصفات الإيجابية التى تتعلق بالوطن أن يكون المواطن عضوا منتجا نافعا نفسه وأهله ومجتمعه. أما الحقوق بيننا وبين الوطن فتتمثل فى الحرية والكرامة والمساواة والعدل والتعليم والرعاية، وعلى المواطن واجبات عديدة تجاه وطنه من أهمها: تربية الأبناء على استشعار ما للوطن من أفضال ومن ثم تربيته على رد الجميل ومقابلة الإحسان بالإحسان، والحرص على مد جسور المحبة والمودة مع أبناء الوطن والإسهام الفعال فى كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته والدفاع عنه عند الحاجة.. فجميل أن يموت الإنسان من أجل وطنه لكن الأجمل أن يحيا من أجل هذا الوطن. لمزيد من مقالات محمد عبيد