تبذل الصين جهودا دؤوبة وتقدم حكمتها لتسوية القضايا الساخنة للشرق الأوسط خلال سنوات عديدة، باعتبارها من الدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن للأمم المتحدة ودولة صديقة لمختلف الدول فى الشرق الأوسط، ويمكن تلخيص ذلك فيما يلي: أولا، المشاركة النشيطة فى دفع تسوية القضايا الساخنة للشرق الأوسط على أساس عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى. تظل الصين تتمسك باحترام حقوق شعوب دول العالم فى الاختيار الحر لطريق التنمية، وتحافظ على الإنصاف والعدالة فى العالم، وتدعو إلى الديمقراطية فى العلاقات الدولية، وتعارض فرض إرادة النفس على الآخرين، وتعارض التدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتقاوم تنمر القوى بالضعيف. وأكد الجانب الصينى غير مرة أن تنوع الشرق الأوسط يجب أن يصبح مصدر حيوية للمنطقة، وينبغى احترام اختلاف الظروف والاختيار الذاتى لكل دولة، والتمسك بالتعامل على قدم المساواة وبحث النقاط المشتركة وإرجاء نقاط الخلاف، ودعم استكشاف دول العالم لسبل التنمية التى تناسب ظروفها الذاتية، وخاصة معارضة محاولة القوى الخارجية تخريب السلطة السياسية المشروعة لأى دولة بالقوة. ثانيا، التمسك بالدعوة إلى تسوية النزاعات فى المنطقة عبر السبل السياسية، والعمل على صون سلام وأمن الشرق الأوسط. تتبع الصين «الآراء الأربعة» التى طرحها الرئيس شى جين بينج لدفع التسوية السياسية لقضية فلسطين، وتتمسك بالعمل على دفع عملية السلام للشرق الأوسط، وتدعم القضية العادلة لشعب فلسطين فى استعادة حقوقه المشروعة، وتدعم فلسطين فى إقامة دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على حدود عام 1967 والقدس الشرقية عاصمتها. وقام المبعوث الصينى الخاص لقضية الشرق الأوسط بجولات مكوكية والوساطة بين دول المنطقة مرارا خلال سنوات عديدة، ويعمل على حل الاختلافات ودفع الحوار. وتدعو الصين فى الأممالمتحدة وغيرها من المحافل العالمية المجتمع الدولى إلى تعزيز دعم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وتلعب دورا إيجابيا وبناء فى تحقيق سلام الشرق الأوسط. وفى قضية سوريا، تكون الصين القوة الثابتة لدفع التسوية السياسية وتعزيز السلام. وفى القضية النووية الإيرانية، قدم الجانب الصينى مساهمات إيجابية فى التوصل إلى الاتفاق الشامل. وفى مواجهة وضع انسحاب الولاياتالمتحدةالأمريكية من الاتفاق، تحافظ الصين مع مختلف الأطراف الموقعة على هذا الاتفاق الذى حظى بإقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وتنفذه بثبات. ثالثا، التمسك بالمبدأ الأساسي، «دفع الأمن بالتنمية». يرجع السبب الهام لاضطرابات الشرق الأوسط إلى قضية التنمية، ويعتمد طريق تسويتها النهائية على التنمية أيضا. كان الرئيس شى جين بينج أشار إلى «أنه لا يمكن لشجرة السلام أن تنبت فى أرض جدباء، ولا يمكن قطف ثمر التنمية وسط نيران الحرب المشتعلة ودخانها الذى يملأ السماء». إن التنمية تتعلق بحياة وكرامة جماهير الشعب وخاصة الشباب. من وجهة نظر طويلة المدى، أن الحوكمة الأمنية تتطلب الاعتماد على التنمية المستدامة والذاتية. ولا يمكن إزالة التربة التى تنتج التطرف والإرهاب والتسوية النهائية لمشكلة الأمن إلا من خلال التنمية. فى الوقت الحالي، يتعمق التعاون بين الصين ودول الشرق الأوسط فى البناء المشترك ل»الحزام والطريق» على نحو شامل، مما أضاف قوة حيوية إلى تنمية دول الشرق الأوسط. يعزز الجانب الصينى الترابط مع إستراتيجيات تنمية دول الشرق الأوسط انطلاقا من مبادئ التشاور المشترك والبناء المشترك والاستفادة المشتركة وروح التعامل على قدم المساواة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك، ويعمق التعاون فى مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة الإنتاجية والتواصل والترابط والطاقة والمال وغيرها. رابعا، التمسك بالمحافظة على الثقة والدور القيادى للأمم المتحدة. باعتبارها المنظمة العالمية الأكبر حجما والأكثر تمثيلا، تتمتع الأممالمتحدة بظروف تعبئة وتنسيق وتنظيم مختلف الأطراف للمشاركة فى شؤون السلام والأمن. يعتقد الجانب الصينى أنه لا يمكن تسوية مشكلة الصراع والأمن فى منطقة الشرق الأوسط على خير وجه إلا فى إطار الأممالمتحدة. وفى إطار الأممالمتحدة، يشارك الجنود الصينيون فى عمليات حفظ السلام فى مناطق الفوضى الناجمة عن الحرب فى الشرق الأوسط، ويضحون بأنفسهم. منذ دخول العصر الجديد، تتوسع قوة ونطاق مشاركة الصين فى عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة بشكل مطرد، مما يعكس أن الجيش الصينى يظل قوة ثابتة لصون سلام العالم، ويعكس إيمان الصين بتعزيز التعاون العسكرى مع مختلف الدول وزيادة الثقة العسكرية المتبادلة ومشاركتها فى شؤون الأمن الإقليمية والدولية. فى عام 2018، تعاظمت علاقات التعاون بين الصين والدول العربية، وبلا شك أن ذلك عامل صالح لتيار السعى إلى السلام والتنمية فى منطقة الشرق الأوسط. وفى الاجتماع الوزارى الثامن لمنتدى التعاون الصيني- العربى الذى عُقد فى العاشر من يوليو 2018، توصل الجانبان إلى اتفاق برفع العلاقات الثنائية بينهما إلى «شراكة إستراتيجية للتعاون الشامل والتنمية المشتركة والتوجه نحو المستقبل». وحتى الآن، وقعت الصين وثيقة تعاون «الحزام والطريق» مع تسع دول عربية، وتم إنجاز بناء دفعة من المشروعات الجديدة والجيدة تدريجيا، بالتعاون بين الجانبين. إن بناء المنصة المالية للتعاون فى الطاقة الإنتاجية قد أصبح مجالا جديدا للتعاون الصيني- العربي، حيث أنها توسع قنوات الاستثمار والتمويل تمحورا حول بناء الحدائق الصناعية. ومن أجل دفع التبادل والتعاون فى المجال المالي، أدرج الجانبان إقامة «اتحاد مصرفى بين الصين والدول العربية» فى جدول الأعمال. تتخذ الصين الدول العربية كشريك إستراتيجى هام لبناء نمط جديد للعلاقات الدولية ورابطة المصير المشترك للبشرية. وتدفع الصين التطور العميق للتعاون الفعلى مع الدول العربية بنشاط على أساس التعاون والفوز المشترك، وتساهم الحكمة الصينية فى تحقيق التسوية السياسية للقضايا الساخنة فى الشرق الأوسط، الأمر الذى حظى بثناء عال من الدول العربية.