فى كلمات مركزة وواضحة وصريحة أجاب الرئيس عبد الفتاح السيسى عن أسئلة الصحفيين المرافقين للرئيس الفرنسى ماكرون خلال زيارته القاهرة قبل أيام وأنعش السيسى ذاكرة الحضور فى المؤتمر الصحفى بمجموعة من التحولات الجذرية فى توجهات مصر الاقتصادية والاجتماعية والتنموية التى تعكس واقع الرؤية الذاتية لمصر فى تأكيد احترامها حقوق الإنسان وحرية العمل المتاحة لمؤسسات المجتمع المدنى بما يتلاءم مع ثقافة وتراث وتقاليد المنطقة العربية التى تحتل مصر مكانة القلب فيها! ولكى يكون الكلام علميا وواقعيا جاءت إشارة الرئيس السيسى إلى ما أنجزته مصر فى مواجهة العشوائيات والأرقام القياسية التى تحققت على صعيد الرعاية الصحية خاصة إنجاز المسح الطبى الشامل لنحو 55 مليون مصرى فى إطار الخطة الشاملة للقضاء على فيروس سى رغم ما تواجهه الدولة المصرية من مصاعب بسبب استحقاقات الإصلاح المالى والاقتصادى وما تتطلبه الحرب الشاملة ضد الإرهاب من كلفة مادية باهظة. والحقيقة أن الرئيس السيسى استثمر المؤتمر الصحفى لكى يعرى الأكاذيب المصنوعة حول ما يسمى تراجع قضية حقوق الإنسان فى مصر ولكى يؤكد أنه يعيش نبض المصريين وهمومهم الحقيقية من خلال سرد موجز لأهم عناوين السياسة المصرية فيما يتعلق ببرامج الحماية الاجتماعية التى تمثل لب وجوهر الفهم الصحيح لاحترام حقوق الإنسان. وحسنا فعل الرئيس السيسى عندما قال بكل الصراحة وبكل الوضوح: إن مصر لن يبنيها مثل تلك الأحلام والأوهام فى تغريدات المدونين على وسائل التواصل الاجتماعى وإنما الذى سيبنى مصر هو جهد وعرق العاملين الشرفاء من أبنائها المخلصين تحت رايات الفهم الصحيح والإدراك العميق للفارق الشاسع بين الحرية البناءة والفوضى الهدامة. وإذا جاز لى أن ألخص ما تحدث به الرئيس السيسى فى المؤتمر الصحفى مع ماكرون فإننى أستطيع القول: إنه حديث يجوز وصفه بالمقولة الشهيرة «ما قلّ ودلّ» خير الكلام: الحقيقة كالنور يصعب حجب أشعتها! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله