تقييم امتحان التجربة

خبرت وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى فى أكثر من حوار على بعض جروبات الواتس أو على الواتس الخاص به أو صفحته الشخصية على الفيس بوك فوجدته متصفا بالصبر والأناة وسعة الصدر وقبوله الرأى والرأى الآخر، بل قد يستجيب للرأى الآخر ويغير من قرار اتخذه نزولا على هذا الرأى، وهذا شجعنى أن أتناول تجربته الأخيرة المعروفة بامتحانات التجربة الأوبن بوك، وهو نفسه قد ذكر أن هذا الامتحان للتقييم وبيان أوجه القصور، ولنبدأ بمادة اللغة العربية فهى التى نالها تغيير جذرى سواء فى نوعية الأسئلة أو فى توزيع الدرجات، وبداية ألفت نظر سيادته ان ما يجوز فى مادة قد لا ينطبق على غيرها وهو قد رفع شعار لا للحفظ ونعم للفهم وهو شعار جميل، ولكن من قال إن الحفظ شر كله، فمادة كاللغة العربية قائمة على الحفظ المقرون بالفهم، وقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرءا سمع منى حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ورب حامل فقه ليس بفقيه». ولذلك الملحظ الأول فى امتحان التجربة أنه اعتمد على نصوص كلها متحررة أى لم يسبق للطالب دراستها وذلك منعا أن يحفظ الطالب جماليته وألفاظه، ولا ارى فى ذلك عيبا، فطبيعى أن يحفظ الطالب النص ويتذوق جمالياته، ومن الممكن أن تصاغ الأسئلة بطريقة تبين مدى فهم الطالب، ولذلك أرى أن يشتمل الاختبار على نص مقرر وآخر متحرر وذلك يشجع الطلاب على الإقبال على الدراسة، أما أن نقنع الطالب بدراسة شيء لن يمتحن فيه فهذا عسير كل العسر ، ونفس الأمر بالنسبة لدروس القراءة، أما النحو فرغم أن الدكتور طارق من محبى اللغة العربية وقد حرص على أن يعلى شأنها حتى فى مدارس اللغات فإننا فوجئنا بتخفيض درجة النحو إلى أكثر من النصف وبالتالى أصبحت درجة القراءة 15 درجة ودرجة النحو 7 درجات ، وهل النحو إلا عماد اللغة وبيان مدى استيعابها، وإذا كنا حريصين على جانب الفهم لا الحفظ فكيف نهمش الجانب العقلى فى اللغة العربية والذى يدل على حسن الاستيعاب ألا وهو النحو فقد جاءت أسئلته سطحية عبارة عن جمل متفرقة رغم أن النحو لابد له من السياق ولا يظهر ذلك إلا فى قطعة متكاملة مضاف إليها بعض الأسئلة التى تناقش قضايا نحوية، ولذلك نحن نتوقع من الدكتور طارق أن يعيد النظر فى توزيع درجة النحو وطريقة أسئلته وكذلك النصوص المقررة.
باحث لغوى
لمزيد من مقالات أشرف معروف