أبدى الرئيس السيسى توجيها بدهان واجهات المنازل لتجميل مدننا وقرانا، والتى تبدو غالبيتها. فى قبح شديد، لا يتكرر فى بلاد كثيرة تعنى بحضارتها ورونقها بين الامم، وعلى الفور تعالت الأصوات المتنافره، فسارع المسئولون بحماس الى تحميل ملاك المنازل بهذا الواجب وإلا توعدوهم بالويلات وقطع المرافق والخدمات وغيرها، وعلى الناحية الأخرى تعالت أصوات تشكو من الضائقة الماليه الحاليّه، واستحاله تنفيذ القرار، وخاصة خارج الأحياء الراقية أو المدن المتيسرة نظرا للتكلفة الماليه الباهظة التى ستقع على ملاك العقارات القديمة بايجاراتها المتدنية والمبانى العشوائية المخالفه للقوانين وكذا فى القرى والنجوع الفقيره. النظرة المحايدة لكلا الطرفين تجد ان لكل فريق اسبابه الوجيهه، والعيب هنا يقع فى عدم تحليل أسباب المشكلة وكذلك فى قصور التفكير والتخطيط لحلها عمليا وعلميا وعادلا وقد تفاقمت المشكله نتيجة إهمال مزمن لتطبيق قوانين العماره والبناء فى مصر بمعرفه المحليات ففى كل بلاد العالم المتحضر التى تعنى بحضارتها، لا يسمح أبدا بإقامة بناء مخالف للتصميمات والتراخيص القانونيه ولا يسمح باستخدامه للسكن أو إيصال المرافق له إلا بعد استكمال البناء ومن ذلك طبعا طلاء الواجهات. وفِى اغلب الدول لا يوجد لون موحد لواجهات المبانى بل يسمح للملاك باختيار لون من بين مجموعه ألوان محدده تصمم لكى تحقق التناسق المعمارى للأحياء والشوارع كما يتحتم على الملاك والسكان معا أعاده طلاء المبانى متى تحتاج لذلك ولذا فان قرار إلزام جميع الملاك فى مصر بدهان الواجهات قد يستحيل تنفيذه على صغار الملاك المعوزين وهم اغلبيه فى مصر. أما الحلول العمليه التى نقترحها فهى أولا: يجب منع قيام اى مبانى سكنيه مخالفه او تعديات على املاك حكوميه مع عدم توصيل اى مرافق لها قبل استكمال البناء وطلاء واجهاته طبقا للمواصفات والألوان التى يحددها الحى او المنطقة مسبقا وتجريم المخالفات فى هذا المجال تجريما قاطعا. وثانيا على الحكومة إن أرادت حقا نجاح تنفيذ هذا المشروع ، ان تنظم مع البنوك قروضا ميسرة بأرباح مقبولة لصغار الملاك او جمعيات السكان بمبالغ تكفى لطلاء المنزل طبقا للمواصفات المحددة مسبقاوتسدد هذه المبالغ خلال مدة محددة, خمس سنوات مثلاوتحصل. من السكان طبقا لمساحة المسكن بالمتر المربع فى مناطق الايجارات القديمة او القرى او تقسم بين المالك والسكان فى المناطق السكنية الحديثة طبقا لاتفاق مجتمعى تحدده حوارات يجريها المجتمع المدنى ومجلس النواب. والسكان هنا هم اول المستفيدين من طلاء واجهات مساكنهم. هذه المقترحات تحقق اسلوب التمويل العادل للمشروعات. لمزيد من مقالات د. سمير بانوب