الإسلام دين الرحمة والرفق، دين الحلم والصفح، دين التراحم والتكافل، يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إن الله رفيق يحِب الرفق فى الأمر كلِّه» (رواه البخاري)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه» (رواه مسلم)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «من أُعْطِيَ حَظَّهُ من الرِّفْقِ فقد أُعْطِيَ حَظَّهُ من الخيرِ، ومن حُرِمَ حَظَّهُ من الرِّفْقِ فقد حُرِمَ حَظَّهُ من الخيرِ» (رواه الترمذي)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا» (متفق عليه), ويقول (صلى الله عليه وسلم ): «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، ولنْ يشادَّ الدِّين أحدٌ إلاَّ غَلَبه, فسدِّدُوا وقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، واسْتعِينُوا بِالْغدْوةِ والرَّوْحةِ وشَيْءٍ مِن الدُّلْجةِ» (صحيح البخاري) . وقد كان نبينا (صلى الله عليه وسلم) القدوة والمثل والأنموذج فى النبل والرحمة والرفق, يعطى من حرمه, ويصل من قطعه، ويعفو عمن ظلمه، ويحسن إلى من أساء إليه، وعن عائشة (رضى الله عنها) قالت: «ما خُيِّر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بين أمرين قط إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه، وما انتقم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنفسه فى شيء قط إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها» (متفق عليه), ويقول رب العزة سبحانه واصفا إياه (صلى الله عليه وسلم): «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِى الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ»، ويقول سبحانه: «لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ»، ويقول سبحانه: «وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِى كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِى قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ»، ويقول أنس بن مالك (رضى الله عنه) فى وصف رفق رسول الله ولينه: «إن كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ المَدِينَةِ، لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ» (صحيح البخاري)، ولما رأى الأقرع بن حابس النبى (صلى الله عليه وسلم) يقبّل الحسن والحسين قال له مستغربا: أَتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): «أَوَ أَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَةَ» (رواه البخاري). ويقول (صلى الله عليه وسلم): «ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ أو بمن تحرم عليه النار؟ تحرم على كل قريب هين لين سهل» (رواه الترمذي)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): «ما أعطى أهل بيت الرفق إلا نفعهم، ولا منعوه إلا ضرهم» (صحيح الجامع)، وعن عائشة (رضى الله عنها ) قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «إن الله إذا أراد بأهل بيت خيرا دلهم على باب الرفق» (رواه أحمد). لمزيد من مقالات د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف