هى الصحفية والكاتبة الأكثر شهرة وموهبة في بلاط صاحبة الجلالة، جاءت إلى الأهرام قادمة من أخبار اليوم كاتبة وأديبة وفنانة تشكيلية وباحثة من طراز فريد، قدمت على صفحتها الأسبوعية التي تنشر كل سبت في الأهرام أهم الشخصيات المصرية والعربية والإسلامية، التي تركت بصمات لا تمح في نهضة أمتنا العربية.. الكتابة والصحافة والأدب اختطفوها من الفن، رغم أن رسومها في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت تنافس أشهر الفنانين.. إنها الكاتبة والأديبة والصحفية الكبيرة سناء البيسي، كما وصفها مصطفى سامى في كتابه "أهرام القرن 21.. ذكريات خمسين عاما". مصطفى سامي جسد تجربة الأهرام منذ تولى الأستاذ محمد حسنين هيكل رئاسته حتى عام 2005 ولكن في شكل جرئ لم يعتمد على هيكل فقط أو ينسب له تطور الأهرام بمفرده ولكن تحدث عن عمالقة الصحافة، والذين دخلوا الأهرام وكانوا بمثابة التروس التي أدارت هذه الآلة العملاقة بحرفية وجدارة جعلتها على رأس الصحف العربية والعالمية. مصطفى سامى قدم في كتابه نماذج كثيرة من نساء الأهرام وصاحبات فضل عليه مثل أمينة شفيق، نوال المحلاوي، آمال بكير، سلوى حبيب، فتحية بهيج، ولكنه يعترف بأستاذية ونجومية سناء البيسي في تاريخ الأهرام. مصطفي سامي يهدم فكرة عبادة الفرد أو تحويل البشر إلى آلهة، رافضا أن ينسب كل هذا المجد الصحفي على مدى سنوات طويلة لشخص واحد، بل كانت هناك كتيبة كاملة من الصحفيين لمعت أسماؤهم في عالم الصحافة مثل أنيس منصور وصلاح منتصر وعبد الوهاب مطاوع وأحمد بهجت وغيرهم، فقام كاتبنا الكبير بتقديم لهذه الشخصيات ودور كل واحد منهم في رسم سياسة الصحيفة العملاقة. مصطفى سامى في كتابه "أهرام القرن 21.. ذكريات خمسين عاما" يتحدث عن ثورة تحديث الأهرام ونقله عبر عمليات تطوير استخدمت فيها أحدث التقنيات التي تتناسب مع صحافة القرن الواحد والعشرين، متحدثا عن حرية الصحافة في عهد السادات، والذي كان له الفضل في خروج الرقيب من صالة تحرير الأهرام، وفي عهد مبارك، والتي يصفها بالأسوأ في الصحافة المصرية، فقد تحولت الصحافة إلى أداة لخدمة نظامه. مصطفى سامى يختتم مقدمة كتابه بسؤال مهم جدا وهو: "هل سيواصل أبناؤنا وأحفادنا من الصحفيين الكتابة ويصدرون أهرام القرن الثاني والعشرين"، مؤكدا أن تساؤله يبالغ في التفاؤل، فالواقع المر الذي تحياه صاحبة الجلالة لا يدع كثيرا من التفاؤل. لمزيد من مقالات عادل صبرى