أمة فى خطر من تقتات على بيع المواد الخام دون أن تضيف إليها المعرفة. فى كوريا الجنوبية التى بلغت قيمة صادراتها مئات المليارات من الدولارات، هناك وزارة تحمل اسم «اقتصاد المعرفة» حيث الربط بين تكنولوجيا المعلومات وتقنيات التصنيع وابتكار صناعات تقود التطور وزيادة النمو. وتبذل كوريا الجهود لتحقيق التنمية المتوازنة بين مختلف الأقاليم، وتدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لتصبح شركات عالمية. ولتوسيع الاستثمار فى المناطق الريفية تمنح مزايا أكبر لشركات الاستثمار الأجنبية والشركات العاملة خارج العاصمة، كما تمنح الدعم والحوافز للشركات الكورية الجنوبية التى قررت العودة من الخارج. من بين صادرات كوريا الجنوبية منتجات الحديد والصلب، والغريب أنه ليس لديهم مواد خام وإنما يستوردونها، أى أنهم ينتجون منتجا لا يملكون مواده الخام فماذا أضافوا؟ لقد أضافوا المعرفة التى تضيف إلى القيمة. بفضل المعرفة زادت صادرات كوريا الجنوبية السنوية من 500 مليار دولار فى 2017 إلى 600 مليار دولار عام 2018 وهم يبيعون السيارات والمنتجات الالكترونية والبتروكيماوية، ويحققون النجاح أيضا فى الإنتاج الزراعى بما يكفى حاجتهم ويفيض للتصدير. من العدم نهضت كوريا قبل 50 عاما وحققت طفرات فى جميع المجالات رغم كل الظروف غير المواتية من تهديدات بالفناء من جانب كوريا الشمالية، ومنافسة شرسة مع العمالقة من دول الجوار. لا تبخل كوريا بخبرتها علينا ويبقى أن نستفيد نحن ونبحث لديها عما ينفعنا، وليس أشد نفعا من التعليم والمعرفة ولدينا المواد الخام ولدينا طاقات بشرية قابلة للتعلم. لمزيد من مقالات محمد عثمان