تأتى زيارة سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان إلى القاهرة لتؤكد من جديد نجاح السياسة الخارجية المصرية فى العودة إلى مكانتها وأدوارها الطبيعية المنتظرة من الجميع كقوة إقليمية رائدة، سواء فى محيطها العربى أو فى القارة الإفريقية، وصولا إلى تأثيرها فى منطقة الشرق الأوسط.. وليس خافيا مدى ما تمثله دولة جنوب السودان من أهمية إستراتيجية فائقة للأمن القومى المصري، وهنا يمكن الحديث عن نهر النيل الذى يربط بين الدولتين ضمن مجموعة الدول التى تشترك فى هذا النهر العظيم. وطبعا من تكرار الكلام الحديث عن أن التنسيق الدائم بين مصر وجنوب السودان بشأن المياه أمر ضرورى جدا، ولاشك فى أنه كان على رأس محادثات الرئيسين عبدالفتاح السيسى وسلفاكير أمس. كذلك فإن التشاور حول ما يجرى فى القرن الإفريقى هذه الأيام أمر بالغ الأهمية نظرا إلى الموقع الجغرافى الذى تشغله دولة جنوب السودان. ثم يأتى بعد ذلك الملف الاقتصادى من حيث التبادل التجارى والاستثمارات والمشروعات التى تعتزم مصر إقامتها هناك. وقد بات من الحقائق الثابتة فى علاقات الدول أن الاقتصاد هو الباب الملكى لحل مشكلات السياسة. وبطبيعة الحال فإن الأشقاء بدولة جنوب السودان ينتظرون من الشقيقة الكبرى مصر الكثير، خاصة فيما يتعلق بالجهود التنموية عندهم، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وبالفعل أكد الرئيس السيسي، خلال المؤتمر الصحفى المشترك أمس مع رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير، حرص القاهرة الكامل على تقوية علاقاتها مع جنوب السودان فى شتى المجالات، وشدد على عمق هذه العلاقات التى تشهد الآن ازدهارا غير مسبوق. ويبقى أن إعادة الأمن والاستقرار إلى هذه الدولة تمثل أولوية فى سياسة مصر الخارجية، حيث إنه فى ظل استمرار المنازعات والاضطرابات لا يمكن الحديث عن أى تنمية أو استقرار. لمزيد من مقالات رأى الأهرام