قالت وزارة الخارجية الفلسطينية - فى بيان أمس - إن ما نشرته وسائل إعلام عبرية نقلا عما وصفته ب«مسئول أمريكى كبير» حول ملامح ما تُسمى ب«صفقة القرن» الأمريكية، ما هى إلا توظيفات إسرائيلية داخلية فى السباق الانتخابي، وليست بالبعيدة عن سلسلة طويلة من التواريخ الوهمية التى تحدث عنها أكثر من مسئول أمريكى لطرح «صفقة القرن»، بهدف توفير المظلة الزمنية لتعميق الاستيطان وعمليات التهويد فى الأرض الفلسطينية. وأكدت عدم تعاطى الحكومة الفلسطينية مع أية أفكار أمريكية بشأن حل الصراع ما لم تتراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها وقراراتها المنحازة للاحتلال، وفى مقدمتها التراجع عن اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل سفارة بلادها إليها. وفى سياق متصل، اقتحمت قوة معززة من ضباط وجنود الاحتلال الإسرائيلى من الوحدات الخاصة، صباح أمس المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، وداهمت المصلى المروانى ومسجد قبة الصخرة المشرفة. بعد محاولة أحد عناصر شرطة الاحتلال بقبعته التلمودية (الكيباه) اقتحام قبة مسجد الصخرة، وفرض الاحتلال حصارا لساعات طويلة على بواباته، كما جدّدت عصابات المستوطنين اقتحامها للمسجد الاقصى، وقامت بتنفيذ جولات استفزازية فى أرجائه بحراسة مشددة من قوات الاحتلال ويشار إلى أن عناصر الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال حاصرت قبل يومين المُصلين من النساء والرجال وعددا من حراس وسدنة مسجد قبة الصخرة بالأقصي، وحالت دون أداء المواطنين صلاة الظهر برحابه الطاهرة، عدا عن اقتحام المستوطنين المتتالية. كما اعتدت قوات الاحتلال بالضرب على مدير المسجد الأقصى المبارك الشيخ عمر الكسواني، خلال تقدمه المسيرة الاحتجاجية التى دعت اليها حركة «فتح» لحماية المحاصرين، وفك الحصار عنهم بمحيط مسجد قبة الصخرة فى الأقصي، فى الوقت الذى منعت فيه دخول رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ورئيس محكمة الاستئناف الشيخ واصف البكري، وعددا من مسئولى الأوقاف لمسجد الصخرة. من جانبه، استنكر وزير الأوقاف والشئون الدينية هذا الاقتحام، مشيرا إلى أن «الاستمرار بهذه الجرائم بين الحين والآخر، وبمباركة من المستوى السياسى الإسرائيلى وبشكل علنى يلزم العالم أن يقف عند مسئولياته، وأن يتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات».وجدد فى تصريحات أمس دعوته للعرب والمسلمين بالتحرك لإنقاذ القدس ومسجدها الأقصى ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، قائلا «لقد حذرنا وما زلنا نحذر من الأخطار الحقيقية المحدقة بالمسجد الأقصى والقدس، الأمر الذى يوجب على العرب والمسلمين شعوبًا وحكومات أن يضعوا قضية القدس والمسجد الاقصى على رأس سلم أولوياتهم، لحمايته من هذه الأخطار».