أكد فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ان قادة الأديان يقع على عاتقهم رسالة مهمة جدا وهى تحقيق السلام العالمى الذى لا يمكن تحقيقه إلا باستحضار القيم الأخلاقية للأديان، مضيفا أن علاقة الإسلام بالمسيحية قديمة وتاريخية، حيث كانت المسيحية هى الحاضنة الأولى للإسلام من خلال استقبال النجاشى ملك الحبشة للمسلمين المهاجرين الفارين من الاضطهاد فى مكة. وبين فضيلته خلال استقباله أمس وفدا من أساقفة كنيسة النرويج، برئاسة هيلجا بيفوجلين، أن القرآن الكريم رسم ملامح هذه العلاقة القائمة على المحبة والسلام، حين أكد أن أقرب الناس مودة للمسلمين هم المسيحيون، موضحا أن هذه التعاليم الإسلامية انعكست على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر. وأكد أن الإرهابيين يعملون على ضرب الاستقرار فى المجتمعات الشرقية، بالاستناد إلى فتاوى متشددة فرضها سياق تاريخى لم يعد له وجود على أرض الواقع، مشددا على أن الإسلام والأديان السماوية بريئة من الإرهاب والحروب وإسالة الدماء التى ترتكب باسمها. وأوضح فضيلته أن الأزهر يبذل جهودا كبيرة لترسيخ قيم التعايش بين أتباع الأديان، من خلال التعاون مع قادة الأديان فى مصر والعالم، مشيرا إلى أنه دعا العالم إلى ترسيخ مفهوم المواطنة كبديل عن مصطلح الأقليات. كما أكد فضيلة الإمام الأكبر، أن الأزهر حريص على تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للشعب الصومالي، لافتا خلال استقباله أمس الشيخ يوسف علي عينتي، رئيس مجمع علماء الإسلام بالصومال أن أبناء الصومال الدارسين في الأزهر يحظون بكل الرعاية والاهتمام، كما أن الأزهر يولي عناية خاصة لتدريب الأئمة الصوماليين على سبل مواجهة الفكر المتطرف. من جانبه، أعرب الشيخ عينتي، عن تقديره لجهود الأزهر في نشر الوعي بتعاليم الإسلام الصحيحة في ربوع الأرض، وفق منهج وسطي يعبر عن سماحة الدين الإسلامي، واليسر وعدم المغالاة. وأضاف رئيس مجمع علماء الصومال أن علماء الصومال يعتقدون اعتقادا جازما بأن الأزهر الشريف ينتهج هذا النهج السديد ويربي الأجيال على التمسك بهذا الطريق المستقيم، معربا عن شكره لفضيلة الإمام الأكبر على المنح الدراسية التي يخصصها للطلاب الصوماليين سنويا، وعلى الحفاوة التي يحظون بها من قبل الأزهر الشريف.