كشف استطلاع لمركز الأبحاث "جلوبال جلوب" مؤخرا، عن البلاد الأكثر أمانا فى العالم، وجاءت سنغافورة البلد الأول الأكثر أمانا، وصنف الاستطلاع السنوى، الذى أجرته المؤسسة الأمريكية، مصر واعتبرها أكثر أمانا من الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة. اعتمد استطلاع المركز، الذي شمل 135دولة، على أجوبة وإفادات للناس حول أسئلة عن القانون والنظام، وما إذا كان الناس يشعرون بالأمان أثناء المشى ليلا، وما إذا كانوا قد وقعوا ضحايا للجريمة، وكذلك أعداد عمليات السطو المسلح التى يتعرض لها المواطنون، ومدى خوفهم وقلقهم من وقوع حوادث خلال الليل. جاءت مصر فى الترتيب رقم 16، وهذا الترتيب جعلها الدولة الأكثر أمانا فى القارة الإفريقية، وفي نفس مستوى الأمان مع دول مثل الدنمارك وسلوفينيا والصين، والمدهش أن دولا متقدمة مثل بريطانيا جاءت في الترتيب 21 والولاياتالمتحدة رقم 35، وجاءت النرويج وأيسلندا بعد سنغافورة الأولى، ووضعت فلسطينالمحتلة فى المرتبة 41، وكانت أقل بلد آمن فى العالم هى فنزويلا. ما ذكره تقرير "جلوبال جلوب"، المفترض أنه محايد، جاء ليعيد التذكير بما قالته الرسالات السماوية من قبل، وليعيد التأكيد على أن مصر الأكثر أمانا فى العالم، وفقا لما ذكرته الكتب الدينية، فلم يشهد مكانا في الكون من مواقف ومواقع وأحداث لرسل الله تعالى وأنبيائه، أكثر من مصر. الأسباب التي وضعت مصر في هذه المكانة ليست بعيدة عما في ضمائرنا وقلوبنا وما نراه ونعايشه، ولعل العقيدة الدينية هي الأساس التي أرست السكينة في وجدان المصريين، وانعكست على أفئدة وقلوب الناس الذين يفدون إليها. هذه تقارير دولية محايدة، تؤكدها استطلاعات الناس واستقصاءات الرأي العام ويثبتها الواقع، وكل من سافر إلى الخارج يعلم تماما أنها صحيحة.. وعلى سبيل المثال، من سافر إلى بعض الدول الغربيةوالولاياتالمتحدة يدرك تماما عن ماذا يتحدث التقرير، ولماذا. الفضل في ذلك يعود لله سبحانه الذي اختص مصر بالأمان دون غيرها، ولم لا وقد استضافت أرضها وظللت سماءها وأمنت أجواءها الطمأنينة والسكينة والاستقرار للرسل والأنبياء والبشر، وفيها للمرة الأولى والأخيرة، يصل صوت الله إلى الأرض، إلى سيدنا موسى بالوادى المقدس طوى، ويسمعه بشر كان في مصر. وينعكس ذلك كله، فضلا ونعمة، على سمات شعبها الطيب الأصيل، وفي الأساس فإن اسم كِنانة جاء من لفظ المكنون أو المُحصن، وهو الاسم الذي يعبر عن أنّ مصر بلد ميزها الله بطبيعتها الآمنة، كما أنها أقدم دولة على كوكب الأرض، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين. وأعتقد أن أبلغ عبارة قيلت في شأن مصر وسماتها، ما قاله المستشرق والفيلسوف الفرنسي رينان: "لكل إنسان وطنان: وطنه الذى ينتمى إليه، ومصر". لتظل وتبقى مصر، رغم كل شيئ، الأكثر أمانا. لمزيد من مقالات ثابت أمين عواد