سافر محمد إلى روسيا لإجراء بعض الفحوص الطبية، وفى أثناء تجوله فى شوارعها الحمراء الياقوتية ارتطم قلبه بملكة جمال روسيا لعام 2015 فيوفودينا، وهنا أصدر القلب أحكامه وغلبهما الهوى فاعتنقت الإسلام وعاد هو الى بلاده وقد اتخذ قراره.. إنه ملك ماليزيا السلطان محمد الخامس الذى يبلغ من العمر 49 عاما، بينما تبلغ حبيبته 25 عاما، وقد تولى العرش منذ 2016 ومازالت هناك 3 سنوات على انتهاء ولايته الأولى.. ورغم ولعه بالخيول والطيور والتزامه بتعاليم الإسلام وانسانيته المفرطة التى يشهد بها عامة الشعب فإن تنازله عن العرش كان صادما للعالم أجمع وسط هذا الصراع الراهن بين الدول وبعضها وبين اشخاص من نفس الدولة على مناصب رئاسية والاقتتال بين العائلات المالكة لمن سيورث العرش، إنه الحب! وهنا تذكرت حفيدة امبراطور اليابان التى تخلت منذ عامين عن حقها فى العرش لتتزوج من العامة وهو ما يلزم به القانون اليابانى فليس من حق الأميرات الزواج من خارج العائلة المالكة، وتلتها أميرة أخرى هذا العام وهى الأميرة كياكو التى قررت هى الأخرى الزواج من موظف بسيط متخلية عن العرش.. إنه الحب! وحين نعود للماضى قليلا تحديدا الى ثلاثينيات هذا العصر نتذكر معا الملك إدوارد الثامن ملك بريطانيا الذى وقع فى غرام مطلقة أمريكية تدعى والاس سيمبسون وقرر التنازل عن العرش للزواج منها خضوعا للقانون الإنجليزى الذى يمنع زواج العازب من امرأة مطلقة بينما كانت سيمبسون مطلقة مرتين وبعد فشله فى إقناع العائلة الملكية بزواجه حيث يعد ابن أكبر ملك لبريطانيا وهو جورج الخامس فقد خاطب الشعب بعد وفاة والده عام 1936 قائلا «لقد وجدت أنه من المستحيل تحمل العبء الثقيل من المسئولية وأداء واجبات الملك دون مساعدة ودعم المرأة التى أحبها» وتزوجا وسافرا الى فرنسا وحصل على لقب شرفى وهو «دوق وندسور» ثم أصبح حاكما لجزر البهاما وعاشا سويا لأكثر من 35 عاما.. إنه الحب! وهنا علينا أنت نتوقف على بعض الملاحظات أولاها أن كل من تنازل عن العرش وصخبه وترفه من بريطانيا لليابان لماليزيا يوضحون لنا السر الخفى وراء نجاح هذه الدول الكبرى فليس خفيا عظمة بريطانيا ونجاح التجربة الماليزية والتفوق اليابانى الخارق فهذه الدول حقا باتت تربة خصبة للاتساق مع النفس وكيفية اتخاذ القرار الحياتى بلا ضغوط وتحمل تبعاته، ثم علينا أن ننظر الى شرقنا البائس الذى أورثنا أن المناصب شرف لا يضاهيه شعور آخر وأن الدول تورث والوظائف تورث وتراق من أجلها الدماء! والملاحظة الثانية بعد وفاة الرائد هيثم عهدى حزنا على صديقه الشهيد مصطفى عبيد الذى دفع حياته ثمنا لإبطال مفعول قنبلة.. إنه الحب، حب الوطن حب الصديق.. ومازال القلب نابضا بالمحبة وسط هذا الصراع العالمى والوأد الإرهابى، وهو بريق الأمل الذى نحيا به رغما عنهم..ويبقى الحب. لمزيد من مقالات د.هبة عبدالعزيز