بدات رومانيا رئاستها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى فى الأول من يناير الحالى وحتى نهاية شهر يونيو القادم. وتعد هذه هى المرة الأولى التى تتولى فيها رومانيا هذه المهمة التى تتناوبها الدول الأعضاء فى الاتحاد كل ستة أشهر. وتأتى الرئاسة الرومانية للاتحاد فى وقت حرج حيث يتم الاعداد لحسم خروج المملكة المتحدة من عضوية الاتحاد، والاستعداد للإنتخابات البرلمانية الأوروبية فى شهر مايو القادم. هذا بالإضافة إلى المشكلات الإقتصادية التى تمر بها بعض الدول الأوروبية التى تمثل عبئا على دول أخري، ومشكلة تدفق المهاجرين بصورة غير شرعية إلى القارة الأوروبية. وبالنسبة للأولويات التى تضعها رومانيا على قائمة أجندة أعمالها خلال فترة رئاستها الاتحاد، فترتكز الأولويات على شعار: التماسك، القيم الأوروبية المشتركة، الوحدة و المعاملة المتساوية والتقارب. كما ستستضيف الرئاسة الرومانية قمة فى سيبيو فى يوم أوروبا فى مايو القادم، والتى ستقود النقاش حول مستقبل أوروبا. وقد أوضحت رئيسة الوزراء الرومانية فيوريكا دانسيلا فى الكلمة التى ألقتها بمناسبة رئاسة بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى أن الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبى تهدف إلى تعزيز رؤية تركز على مبدأ التماسك الأوروبى على جميع الأصعدة - السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث ستركز الرئاسة الرومانية لمجلس الاتحاد الأوروبى على تحديد الحلول التى تعكس كلا من مصالح الدول الأعضاء ورؤية المؤسسات الأوروبية، التى تعمل من أجل أوروبا أقوى وأكثر وحدة. وخلال تقديمها لجدول أعمال بلادها خلال هذه الفترة قالت دانسيلا: من المهم أن نظهر أوروبا بأكملها أن رومانيا بلد يستحق قيادة الاتحاد، وهى دولة جديرة بالمساهمة بشكل حاسم فى مستقبل الفضاء الأوروبى الذى نحن أعضاء فيه، فأنا أؤمن بتوافق الآراء والتوازن والتعاون. وفيما يتعلق بهذه الحصة المهمة لبلدنا، لم يعد هناك مجال للغطرسة أو الاستياء السياسي، أو للمصالح الشخصية أو المواجهات العقيمة. لذلك فأنا أستأنف دعوتى من أجل السلام والتوافق السياسيين حيث أن لدينا مشروعا وطنيا يتطلب هذا. وأضافت أن جميع الإجراءات التى ستنفذها رومانيا خلال الأشهر الستة المقبلة ستكون دعم وتعزيز مفهوم التماسك الذى يدعم البنية الأوروبية بأكملها. وسوف يتم العمل للحد من فجوات التنمية، لضمان المساواة فى الوصول إلى الفوائد، لإزالة العوامل التى تولد الانفصال بين الدول الأعضاء. وأضافت أنه من الضرورى وجود قدرة على التغلب على ممارسات مثل: الدول الأعضاء القديمة مقابل الدول الأعضاء الجديدة أو الغرب مقابل الشرق، خطوط التماس، الفجوات التنموية، لمصلحة أوروبا التى تتقدم، فى انسجام مع صوتها الداخلي، مع أهدافها. وأكدت رئيسة وزراء رومانيا أهمية التماسك الاقتصادى بين الدول الأعضاء، والذى يجب أن يهدف إلى تقليص فجوات التنمية وتعزيز السوق الموحدة .بالطبع هناك منافسة اقتصادية طبيعية بين دول الاتحاد الأوروبى أو حتى بين مناطق التنمية فى الفضاء الأوروبي، ولكن النمو المتسارع فى المناطق الأقل نموا سوف يعنى أوروبا أقوى بكثير، وانخفاض معدلات هجرة اليد العاملة من هذه المناطق إلى مناطق أكثر تقدما. ويستلزم الحد من الفجوات الإنمائية ، بما فى ذلك الزيادة فى القوة الشرائية فى هذه المناطق فى أوروبا، وضمنًا، المزيد من الأسواق الجاذبة لبيع المنتجات المصنوعة داخل الاتحاد. كما أشارت إلى أن رومانيا تعطى أولوية أيضا للتماسك الاجتماعي، الذى ينبغى أن يضمن المنافع والضمانات وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين الأوروبيين. يجب ألا تكون هناك تفرقة بين المواطنين وتقسيمهم إلى مواطنين من من الدرجة الأولى وآخرين من الدرجة الثانية فى الاتحاد الأوروبي، بل يجب أن يكون هناك مساواة بين المواطنين الأوروبيين فى الموارد الاجتماعية والمزايا التى يتم الترويج لها داخل الاتحاد من أجل تعزيز ثقتهم فى المؤسسات الأوروبية وخاصة فى مستقبل الاتحاد الأوروبي. يجب أن يشعر جميع المواطنين الأوروبيين بشكل ملموس أنهم أفضل حالاً، وأنهم يعيشون و سيعيشون بشكل أفضل وأنهم سيحصلون على مزيد من المزايا داخل الاتحاد الأوروبى وليس خارجه. أما بالنسبة للتماسك السياسى ، حيث المعاملة المتساوية والمعايير المنفردة والعادلة لجميع أولئك الذين ينتمون إلى هذه العائلة الأوروبية، فقد أشارت دانسيلا إلى أن أى دولة داخل الإتحاد يجب و أن تعامل باحترام وأن تتمتع بنفس الحقوق. وهذا يعنى المعاملة العادلة والمشاركة الحقيقية فى القرارات الرئيسية ، مع مراعاة المواقف التى عبرت عنها كل دولة عضو. ولا ينبغى أن يكون الاحترام المتبادل بين الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى موجودًا فقط فى المعاهدة الأوروبية والتوجيهات الأوروبية ، ولكن أيضًا فى موقف وحوار أوروبا.