* المواطنون: اللجان القديمة أصابها الترهل ويجب تفعيل حق الهيئة الاجتماعية تباينت ردود فعل المواطنين بأسيوط خلال الفترة الماضية حول دور لجان المصالحات فى حل الخلافات الموجودة بين العائلات، لاسيما فى وجود نحو 60 قرية بالمحافظة تعانى من خصومات ثأرية مزمنة، فالبعض يقول إن هذه اللجان ليس لها وجود فى الشارع وأنها فقدت مصداقيتها، وآخرون يعتبرونها طوق نجاة لمجتمع لا تزال تسيطر عليه العادات والتقاليد، وهناك آخرون يقولون إن كثيرا من القائمين عليها ابتعدوا عن دورهم الأساسى كسعاة فى الخير وأصبحوا مصدراً لتأجيج الصراعات. فى البداية يقول سامى خيرت رميح محام إن لجان المصالحات فى الأساس لها دور كبير خصوصا أن القائمين عليها متطوعون، وتهدف لحقن الدماء وإنهاء المشكلات بين العائلات ولها فضل كبير فى المجتمع، متسائلاً باعتباره عضوا فى الهيئة الاجتماعية، ما هى أسس الحل التى تعمل من خلالها هذه اللجان؟.. هل هى إنهاء المشكلة بين طرفى النزاع فقط علما بأن المشكلة قد أصاب المجتمع منها ضرر وتسببت فى ترسيخ مفاهيم اجتماعية سيئة ولذا لا يكفى للجان المصالحات أن تصلح بين الطرفين ولكن لابد من معالجة الضرر الذى أصاب الهيئة الاجتماعية، فماذا سيستفيد المجتمع من عائلتين تشاجرتا ثم تصالحتا أيا ما كان سبب المشكلة، فقد تسببت تلك النزاعات فى ترويع المواطنين الكبير منهم والصغير. وأكد رميح أنه يأمل فى أن يسير حل التصالح فى مساره بهدف منع ردة الفعل، وقانون العقوبات يأخذ مجراه بحيث لا يترتب على الصلح تنازل عن القضايا لأنه لم يحل جذور المشكلة ولم يعوض الضرر الواقع على أفراد المجتمع، مع ضرورة توقيع غرامات مالية قوية من قبل لجان المصالحات تفيد فى البنية التحتية للمجتمع المحلى مثلاً كبناء مدرسة أو شراء أجهزة لمستشفى أو معدات نظافة، وسيكون لها مردود إيجابى على المجتمع ويحد من تكرار مثل هذه الجرائم مستقبلاً. فى حين يرى عصام خلف الله محاسب أن بعضا من لجان المصالحات فى عدد من مراكز المحافظة حادت عن دورها خلال الفترة الماضية بسبب مصالحها الشخصية ومالت كفتها وحكمها للطرف الأقوى أو لمن ستكون مصلحة القائمين عليها، وهناك من كان يساوم طرفى الخصومة على الحل وهؤلاء معروفون بالاسم فى كل مركز ولجنة، مضيفا أننا نثمن جهود المحافظ لتفعيل عمل لجان المصالحات، لكن لابد من تنقية اللجان وضخ دماء جديد فيها. وفى سياق متصل شهدت محافظة أسيوط انطلاق فعاليات البرنامج التدريبى لزيادة فعالية لجان المصالحات الشعبية فى تسوية النزاعات المجتمعية، والذى يقام برعاية المحافظ جمال نور الدين، ورئيس جامعة أسيوط د. طارق الجمال، وبالتعاون مع مكتب لجنة المصالحات وخدمة المجتمع بديوان المحافظة وكلية الخدمة الاجتماعية فى الفترة من 22 ديسمبر من العام الماضى وحتى 2 فبراير 2019، بحضور نبيل الطيبى السكرتير العام المساعد والدكتور احمد البريرى عميد كلية الخدمة الاجتماعية الأسبق وأسامة جعيدى نائب رئيس لجنة المصالحات وخدمة المجتمع وسيد عبد العزيز أمين عام بيت العائلة المصرية بالمحافظة وحسين أبوغدير مدير مكتب لجنة المصالحات وخدمة المجتمع وعدد من أعضاء لجان المصالحات العرفية بالمحافظة. وأكد نبيل الطيبى أهمية البرامج التدريبية للجان المصالحات ودورها فى إنهاء النزاعات قبل تفاقمها، مشيرا إلى تفعيل المبادرة التى أطلقها المحافظ «أسيوط بلا ثأر» لإنهاء الخصومات الثأرية بالتصالح بين الأطراف وتعديل السلوك العدوانى لهم والاتجاه إلى التنمية الحقيقية وتحقيق السلم المجتمعي، مشيدا بدور الجامعة فى نشر ثقافة التسامح وتعديل السلوك العدوانى وتعزيز قيم التسامح وحل النزاعات. وأشار د. البريرى إلى أهمية القيم والعرف فى حل النزاعات والمشاكل ودراسة الوساطة الشعبية فى حل النزاعات وتحقيق نظام الحماية المجتمعية، مؤكدا دور الدورات التدريبية فى نقل المعرفة وتبادل الخبرات فى مجال إنهاء الخصومات وحل النزاعات بالطرق الودية وتحكيم العقل وتحقيق العدالة الناجزة. وأوضح سيد عبد العزيز أن لجان المصالحات المنتشرة بالقرى والمراكز لها دور بارز فى حل أى خلافات أو مشاكل قد تنشأ بين العائلات أو الأفراد عن طريق تحكيم العقل والاستعانة بكبار العائلات وقيادات المجتمع، داعيا الجميع إلى التكاتف والسعى قدما لحل كل النزاعات بالقرى والنجوع ووقف نزيف الدم بين العائلات المتشاحنة.