ذات يوم فوجئت بإحدى صديقاتي تشكو خوفاً على ابنها، الذي يبلغ من العمر 16 عاماً من صديقه وزميله في المدرسة، الذي ترك بيته بعد مشادة كلامية بينه وبين أمه وكانت نتيجتها أن ضربته وأخذت منه الموبايل، فقرر أن يبعد عنها وعن أخواته البنات.!! "هاسيب البيت".. "أنا زهقت".. "إرفت من عيشتي".. "ما حدش فاهمني" وغير ذلك من عبارات كثيرة يرددها سواء البنات أو الشباب في سن المراهقة لشعورهم بأنهم يعانون من سوء معاملة الأهل لهم، وإن اختلفنا كأمهات وآباء أن هذا الشعور مبالغ فيه ولا يمثل حقيقة الأمور، إلا أنه ينبغي منا أن نبحث عن أسباب رفض المراهق والمراهقة لكلام والديهما. تدور العديد من الدراسات في علم النفس حول المشكلات النفسية التي يواجهها البنات والأولاد في مرحلة المراهقة؛ التي تعرف بأنها مرحلة انتقالية من الطفولة إلى الشباب، فخلال تلك المرحلة تكون الأشياء بالنسبة لهم إما صحيحة أو خاطئة، رائعة أو سيئة جداً، وهذا ما يُفسّر ردود فعلهم "الطائشة". وفي بحث ميداني بمجال الإرشاد النفسي، أجرته باحثة مصرية بعد لقاءات متعددة مع بعض المراهقين وآبائهم، أن أهم ما يعاني الآباء منه خلال هذه المرحلة مع أبنائهم يتمحور حول عدة أمور هي: * الخوف الزائد على الأبناء من أصدقاء السوء. * عدم قدرتهم على التمييز بين الخطأ والصواب، باعتبارهم قليلو الخبرة في الحياة ومتهورون. * أنهم متمردون ويرفضون أي نوع من الوصاية أو حتى النصح. * أنهم يطالبون بمزيد من الحرية والاستقلال. * أنهم يعيشون في عالمهم الخاص، ويحاولون الانفصال عن الآباء بشتى الطرق. أما المشكلات التي يعاني منها المراهق فتتلخص في الصراع الداخلي، الذي يعيش فيه أغلب الوقت بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وكذلك التمرد على أي سلطة سواء أبوية أو مدرسية، ويعاني بعضهم أيضاً من الخجل، ما يدعوهم إلى الانطواء، وأخيراً مشكلة العصبية واستخدام الألفاظ الحادة.! ولذلك ينصح الأخصائيون الاجتماعيون الآباء والأمهات أن يدركوا خطورة هذه المرحلة الصعبة من حياة أولادهم، وأنه من المحتمل تعرضهم لبعض ردود أفعال أبنائهم المراهقين بأسلوب خال من الاحترام والأدب، ولابد أن يتخذوا أي إجراء تأديبي مثل الحرمان من الخروج مع الأصدقاء لمدة أسبوع أو خصم مبلغ بسيط من مصروفهم ووضعه في حصالة، ثم التبرّع به لمؤسسة خيرية في نهاية العام. [email protected] لمزيد من مقالات د.دعاء قرنى