هو مطلبى المزمن الذى يعكس احتياجا شعبيا كبيرا ولا يوجد من يلبيه أو يتفاعل معه، وأعنى ضرورة إقامة حدائق عملاقة تتناسب مع حجم المدن المصرية الحالى، واحتياجات البيئة والصحة ومراعاة الحالة النفسية والمزاجية للكتلة البشرية والسكانية المكتظة التى تقطن بها، وأنا لا يعنينى تحديد الجهة المسئولة وهل هى المحافظة أو هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، كما أنى غير مقتنع بإلقاء مسئولية إقامة الحدائق على الهيئات الأهلية غير الحكومية، فتلك غير قادرة على النهوض بمهام حدائق عملاقة، فضلا عن أنها لم يعد لديها هذا اللون من الثقافة أو الاهتمام، ولكننى أتكلم عن الحدائق التى تقيمها الدولة والتى اقتصرت على تلك التى أقامها الخديو إسماعيل (الحيوان والأسماك والأورمان والزهرية والأزبكية) ولم يزد عليها غير حدائق مثل (الأزهر والحديقة الدولية بمدينة نصر) وهى حدائق متوسطة الحجم لا ترقى إلى الحدائق الملكية العملاقة فى بريطانيا مثل ريتشموند وريجنت وسان جيمس بارك وهايد بارك وغيرها، لا يوجد شيء من هذا فى بلد مثل مصر، التى تطلع فيها علينا جهة حكومية لتزف إلينا بشرى إقامة رئة خضراء جديدة كتلك المزمع إطلاقها فى مدينة السلام والتى توصف (حكوميا) بأنها تضاهى حديقة الأزهر التى صارت مثلا كلاسيكيا تضربه الإدارة فى مصر لتوصف بأنها نصيرة للبيئة، أو أنها تقيم بقعا خضراء شاسعة (فى تصورها مع أن الأزهر كما ذكرت حديقة متوسطة الحجم أو محدودة ولسنا نحن الذين أقمناها وإنما مؤسسة أغاخان).. إننى أتأمل النهضة العمرانية والحضارية الكبرى على جانبى طريق مصر السويس مثلا، وتلك التوسعة الكبرى فى هذا الطريق، فلا أجد موقعا لحديقة عملاقة أو ناد أو منشأة رياضية وكأن مثل تلك المرافق ليست فى أولويات المخطط العمرانى لتلك المنطقة، نحن نريد حدائق عملاقة، كأن تكون هناك حديقة للشهداء وحديقة لمواجهة الإرهاب وحديقة لرموز الأدب والصحافة وأن تكون تلك الحدائق بمنزلة متاحف إيكولوجية (بيئية) تتعدد فيها النباتات النادرة التى نستوردها من كل مكان بدلا من الاقتصار على الأنواع المتكررة فى الشوارع المصرية (الفيكس والبتسوانا والفيكس هاواى والنخيل بأنواعه والدورنتا والأكاليفا الحمراء) التى تبدو وكأنها صرفية حكومية لا نخرج عنها ونعتقل خيال المواطن فيها.. نريد حديقة عملاقة لله. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع