دار سجال بين مجلس النواب ممثلا فى رئيسه الدكتور على عبدالعال والحكومة ممثلة فى المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب، بسبب غياب أعضاء الحكومة عن حضور جلسات البرلمان وهو ما قال عنه الدكتور على عبدالعال «لا يوجد مجلس نيابى فى العالم لا يحضره الوزراء، ويجب عليهم أن يكونوا موجودين خلال الجلسة العامة حتى نصل إلى حلول لأى مشكلة».. والحقيقة أن لهذا السجال أسبابه، فعلى الرغم من تحسن الأداء التنفيذى واكتساب الوزراء الجدد مهارات العمل الفنى والمهنى على نحو مستمر، فإن غياب الصفة (السياسية) للوزير المتحدث تجعل العلاقة بينه وبين الشعب، أو نواب الشعب فى هذه الحالة تتآكل، وهو ما يعبر عنه الغياب المستمر للوزراء عن حضور جلسات البرلمان، وقد أشرت إلى أهمية احترام فكرة أو مفهوم (الوزير السياسى) لأننا نعيش فى مرحلة تحيطنا فيها تحديات سياسية وأمنية، ويمارس فيها الوزراء أعمالهم وسط تلك التحديات، ومن غير الممكن أن نكتفى بتسييد مفهوم (الوزير التكنوقراط) الذى ربما يؤدى عمله بطريقة مضبوطة (على المستوى المهنى) ولكنه يفتقر إلى الشعور بالمسئولية تجاه الشعب ومن ثم نوابه... الدكتور على عبدالعال كان محقا للغاية فى غضبه من وزراء الحكومة وقوله: «لا يجوز حضور مندوبين عن الوزراء لأن الأصل هو حضور الوزير المختص وأن ترك العمل فى المجلس على النحو الذى يجرى الآن لن أقبل به كرئيس للمجلس، ولن يقبل به الأعضاء»، ولكنه تعامل مع الموضوع (نظريا)، ولم يتعمق فى تأمل طبيعية هذا الوزير ونظرته إلى دور وأهمية البرلمان، صحيح أن المستشار عمر مروان وزير شئون مجلس النواب أعرب فى ذات الجلسة عن تقدير الحكومة للمجلس وأن الوزراء لا يحضرون جلسات المجلس بسبب ارتباطهم بمواعيد سابقة، ولكن هذا كلام بروتوكولى ولا ينفى الطريقة التى ينظر بها وزراء الحكومة (التكنوقراط) إلى الشعب وممثليه. الاحتياج الوطنى والشعبى إلى وزراء سياسيين لا يعنى أن يكونوا وزراء حزبيين، فإذا كان هناك ما يفرض أن يكون الوزراء (تكنوقراط) فحسب فلا بأس من تعليمهم بعض الخلفيات السياسية التى تساعد على تفهمهم ثقل بعض مؤسسات الدولة، وبالذات البرلمان، وأن يفهموا أنهم مسئولون أمام الشعب كما هم مسئولون أمام القيادة وعليهم أن يمزجوا بين الولاء لكليهما. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع