هل سمعت عن سبيل أم هاشم؟ نعم السبيل الذى يستفيد منه كل محتاج، يذهب اليه كل محتاج للتعليم واكتشاف المواهب والعمل اليدوى الذى لم يتخيل أحد أنه مناسب للأطفال منذ نعومة أظفارهم لتنمية مهاراتهم وثقتهم بأنفسهم وتفريغ طاقاتهم باللعب والفن وحتى الجنون ، بقرية شبرامنت على أطراف محافظة الجيزة أنشأ الفنان المجنون بالفن قرية فجنون سبيل أم هاشم لتعليم الحرف والفنون بمختلف أنواعها للأطفال والكبار وممارسة الهوايات فى الهواء الطلق بعيداً عن السجون الخرسانية والالكترونية داخل المدينة ، إذا ما دخلت القرية تجد نفسك فى عالم آخر أشبه بالمتحف المفتوح يستقبلك فيه النسر الضخم المصنوع بعناية وفن رفيع من أسياخ ورقائق الحديد بعده بقليل الحصان المميز، وأبواب خشبية منحوتة ومدرجات تعلو بك عبر طرقات خشبية تأخذك معها للسماء وتهبط بأحبال المتعة لتعيش بساطة الريف والزراعة والسواقى وحيوانات الغيط مع ألعاب وألوان ومهارات وفنون الصلصال ومتعة النقش على الخشب وتكوينات النجارة وتشكيل الحديد والرسم والتلوين وأشغال النول وما شابهه. لماذا شبرامنت؟؟ لأن محمد علام الشهير بفجنون لم يكن لديه المال ليحقق حلمه فى مكان أقرب للعاصمة على العكس كان مديوناً رغم جودة وشهرة منتجاته وبيعها بأسعار عالية جداً قد يكون ذلك لأنه لا يعرف كيف يستثمر أو يحتفظ بالأموال هو فقط يريد خلق كيان جميل يستفيد منه الأطفال ، لذلك استأجر مزرعة دواجن بمبلغ زهيد بشبرامنت وحولها لجنة انتاج وفنون وعمل دءوب يعمل بها شباب القرية ويعتبرونها بيتهم الأكبر بمكان مميز فى القرية تجد لوحة فجنون تجربة مصرية «مكتوبة دون نقاط التاء» هل هذا سهو؟ أجاب فجنون لا بل إن معلمة العربى فى المرحلة الابتدائية التى خلقت لى عقدة لم تٌحل طوال عمرى علمتنى التحايل على الكتابة بالرسم والتشكيل لأهرب من إحساس الإهانة الذى سببته لى أمام الجميع فى حفلة المدرسة عندما قررت استبدال كلمتى فى حفل المدرسة كطالب متفوق بكلمة كتبتها هى كانت أعلى من مستواى الدراسى بكثير لذلك لازمتنى العقدة وهربت لليوم من تعلم اللغة العربية بل تحايلت على طرق الكتابة بتشكيلات مختلفة للحروف وهذا خلق الفنان التشكيلى وخلق أيضاً الإنسان الذى يعيش لحلم هو تطوير مهارات وقدرات ومواهب أى طفل واعطاؤه حرية التخيل وحرية الإبداع والتنفيذ لكل ما يدور بعقله واعتقد ان تجربتى الصغيرة نجحت فى حدود امكاناتى واشاد بها العديد من دول العالم وجاءتنى زيارات وأفواج رتبتها عدة سفارات كأمريكا والسويد وغيرهما وعرضت على بعض الدول الدعم للتوسعة فى المشروع أو لزيادة فروعه لكننى لم أقبل فأنا سعيد بكونها تجربة مصرية خالصة يشيد بها كل من يراها من أى دولة فى العالم وأتمنى تعميمها ليستفيد من فكرتها وأنشطتها كل طفل مصرى فى كل قرية نائية قد يكون لديه موهبة ومهارة لا يكتشفها أحد سوى باللعب دون حدود وممارسة الفنون كما تتوق نفوسهم.