مع تصاعد حدة أزمة الإغلاق الحكومي، ألغى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خططه التقليدية للاحتفال بالعام الجديد وفضل البقاء فى واشنطن إلى أن يتم التوصل إلى اتفاق بشأن تمويل الجدار الحدودى وانتهاء الإغلاق الحكومى الجزئي. وقال ميك مولفانى مدير مكتب الإدارة والميزانية، الذى سيتولى أيضا منصب القائم بأعمال كبير موظفى البيت الأبيض فى نهاية العام: كان الرئيس هنا طوال عطلة نهاية الأسبوع، وكل فترة عيد الميلاد». وأضاف»إنه يقيم فى واشنطن العاصمة خلال العام الجديد. لقد ألغى خططه لعيد الميلاد». وكان ترامب يعتزم قضاء 16 يوما فى مارلاجو بفلوريدا للاحتفال بأعياد الميلاد لكنه ألغى خططه للبقاء فى واشنطن خلال العطلة.وأوضح مولفانى أن الرئيس ملتزم بشدة بمفاوضات الإغلاق ويتابعها عن كثب دقيقة بدقيقة. وأكد أيضا أن ترامب قد ينفذ فعلا التهديد، الذى أطلقه أمس الأول بإغلاق الحدود مع المكسيك، متهما زعيمة الأقلية فى مجلس النواب نانسى بيلوسى بالمماطلة فى المفاوضات. وفى المقابل، أعرب عن اعتقاده بأن زعيم الأقلية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر يسعى حقا للتوصل لصفقة أو نوع من التسوية بهذا الشأن. وتزامنت تلك التصريحات مع ما أكدته سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس أمضى ساعات طويلة أمس فى الاجتماع مع الموظفين وإجراء اتصالات هاتفية، وأنه خفض طلبه للتمويل، لكنها لم تؤكد ما ورد فى تقارير بأنه انخفض من 5 مليارات إلى نحو مليارى دولار.وتأجل اجتماع مجلسى النواب والشيوخ أمس الأول بعد جلسات شكلية موجزة وخططا لإعادة الاجتماع غدا، مما يشير إلى أن الإغلاق الجزئى سيستمر خلال العام الجديد. وألقى ترامب باللوم على الديمقراطيين بسبب الإغلاق الجزئى الذى دخل يومه السابع. كما أشار إلى مقتل ضابط شرطة فى كاليفورنيا مؤخراً على يد مشتبه به دخل البلاد بطريقة غير مشروعة، لتعزيز مساعيه للحصول على مزيد من الأموال لبناء الجدار الحدودى مع المكسيك. وفى محاولة لطرح البدائل، أكد النائب الديمقراطى ديفيد سيسيلين أن الديمقراطيين يبحثون عن حل لأمن الحدود بحيث يكون أكثر فعالية من بناء جدار ويشمل تعزيز حرس الحدود وزيادة عمليات التفتيش على البضائع واستخدام تكنولوجيا حديثة مثل الطائرات دون طيار. وأضاف سيسيلين أن الجدار «حل من القرن التاسع عشر لمشاكل القرن العشرين». ولعدم إقرار الكونجرس موازنة لها، أغلقت وزارات ووكالات حكومية أبوابها منذ صباح السبت الماضى وأصبح بذلك 400 ألف موظف فى إجازة غير مدفوعة، فى حين يعمل 400 ألف موظف فى خدمة الجمارك وأمن المطارات دون تلقى راتب خلال فترة أعياد نهاية السنة، كما انطفأت أنوار شجرة عيد الميلاد وأغلقت الحديقة العامة أمام البيت الأبيض أبوابها أمام الجمهور وفاضت صناديق القمامة فى المدينة.