يجرى الرؤساء الروسى فلاديمير بوتين والتركى رجب طيب أردوغان والإيرانى حسن روحانى محادثات حول سوريا فى مطلع عام 2019 فى روسيا، وفق ما ذكر مسئول روسى أمس. وتأتى هذه القمة فى وقت تستعد الولاياتالمتحدة لسحب قواتها من سوريا. ونقلت وكالة أنباء «انترفاكس» الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوجدانوف قوله: «جاء دورنا لاستضافة قمة الدول الثلاث الضامنة، بين الرئيسين التركى والإيرانى ورئيسنا، وتم التوافق على عقدها فى مطلع الأسبوع الأول من السنة، ويتوقف ذلك على أجندة الرؤساء». ويأتى هذا اللقاء فى إطار مفاوضات «أستانا» التى بدأت منذ عام 2017 حول سوريا، وترعاها الدول الثلاث، من دون أى دور للولايات المتحدة، وقد تمكنت من إرساء اتفاقات وقف إطلاق نار فى عدد كبير من المناطق السورية. وميدانيا، دخل الجيش السورى منطقة منبج الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية فى شمال البلاد، بعد طلب مساعدة من الأكراد فى مواجهة التهديدات التركية، وبالتزامن مع تطورات دبلوماسية متسارعة لمصلحة دمشق. وأعلن الجيش السورى دخول وحداته إلى منطقة منبج، بعد وقت قصير من توجيه وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقرى لقوات سوريا الديمقراطية، دعوة الى دمشق للانتشار فى المنطقة لحمايتها من التهديدات التركية. وأورد الجيش فى بيان نقله الإعلام الرسمى السوري: «استجابة لنداء الأهالى فى منطقة منبج، تعلن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة عن دخول وحدات من الجيش العربى السورى إلى منبج ورفع علم الجمهورية العربية السورية فيها». وقال إن قوات الجيش «فرضت ما يشبه طوقاً عازلاً بين الطرفين على تخوم منطقة منبج من جهتى الغرب والشمال». وفى سياق مقابل، اعتبرت تركيا أنه «لا يحق» لوحدات حماية الشعب الكردية، الفصيل الكردى السورى الذى تعتبره أنقرة منظمة إرهابية، أن تطلب من الجيش السورى دخول منطقة منبج فى شمال سوريا لحمايتها من التهديدات التركية. وقالت وزارة الدفاع التركية إنّ وحدات حماية الشعب الكردية «التى تسيطر على المنطقة بقوّة السلاح ليس لها الحق أو السلطة بأن تتكلّم باسم السكّان المحليّين أو أن توجّه دعوة لأيّ طرف كان»، محذّرة كلّ الأطراف من مغبّة القيام «بأى عمل استفزازي». وبدوره، قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إن أنقرة لن يبقى لديها ما تفعله فى منبج فور مغادرة «المنظمات الإرهابية» المنطقة. وتابع أن الجيش السورى يقوم ب«عملية نفسية» فى منبج، قائلا: «نعارض تقسيم سوريا وهدفنا هو خروج التنظيمات الإرهابية منها وعندما يتحقق ذلك لن يبقى لنا شيء نفعله فى هذا البلد». وكانت «وحدات حماية الشعب» الكردية أعلنت سحب قواتها من منبج، داعية دمشق إلى فرض السيطرة عليها لحمايتها من هجوم تركى متوقع، ونقلت وسائل إعلام تركية محسوبة على الأكراد بيانا أصدرته «وحدات حماية الشعب»، أمس، جاء فيه: «فى ظل التهديدات المستمرة من الدولة التركية لاجتياح مناطق شمال سوريا وتدمير المنطقة وتهجير أهلها المسالمين مثلما حصل فى جرابلس وأعزاز والباب وعفرين، فإننا فى «وحدات حماية الشعب» نعلن بأننا، بعد أن انسحبنا من منطقة منبج، تفرغنا للحرب ضد داعش والمجموعات الإرهابية الأخرى فى شرق الفرات ومناطق أخرى».