تجديد الخطاب الدينى، هل نعنى به تنقية تراثنا الإسلامى من فقه الترضية والفتاوى الغريبة التى صدرت فى ظروف معينة ولا تتفق مع روح العصر الآن.. أم نعنى به الإعداد الجيد للقائم بالاتصال حتى يستطيع توصيل رسالته الصحيحة . الإسلام كديانة رغم عظمتها التى لا تضاهى إلا أن جوهره أبسط ما يكون. وتجديد الخطاب يجب أن يعود بنا إلى هذه البساطة. فالرسول عليه الصلاة والسلام عندما قال لجمع من الصحابة: « سيدخل عليكم الآن رجل من أهل الجنة» وكررها ثلاثة أيام، ووجدوه رضوان الله عليهم بسيطاً لا يختلف عنهم فى شىء ظاهرى، ومن منطلق الغيرة للوصول إلى رضا الله، راقبوه. وبات عبد الله بن عمرو بن العاص عند هذا الأنصارى ثلاث ليال ولم يجده يقوم الليل ولم يأت بشىء لم يفعلوه إلا أنه كلما تقلب فى فراشه ذكر الله، ولا يقول أو يفعل إلا خيراً. ولخص الأنصارى للصحابى الجليل ما قربه من الجنة.. «لا أجد فى نفسى على أحد من المسلمين غشاً، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه». هذا هو الإسلام. ومن هذه البساطة يجب أن تنطلق فلسفة تجديد الخطاب. و أن يتطرق التجديد إلى العلاقة بين القرآن والسنة والنسخ فى الأحكام وكيف يتم بينهما؟. وأن تتوقف فضائياتنا عن استضافة غير المؤهلين للإفتاء والتفسير. وألا يتطوع كل إمام على منابر الجمعة بالإفتاء، يكفيه التحدث فى العموميات إذا كان لا يحمل درجة علمية فى تخصص داخل علوم الدين. فالقرآن علم، والحديث علم، والفقه علم، إلخ... لماذا نحن حريصون على التخصص فى الطب مثلاً ونتجاهله فى علوم الدين التى هى المؤثر الحقيقى فى بناء الإنسان. وهل يستقيم أن يجرى طبيب ممارس عام عملية قلب مفتوح لمريض!!! هذا ما يقوم به بالضبط الخطيب غير المؤهل على المنبر. لمزيد من مقالات عطية أبو زيد