كلام الناس لم يمنعها يوما من تحقيق حلمها فى أن تحلق فى الهواء بالباراشوت، أو تصعد من الأرض إلى السماء عن طريق ممارسة رياضة «الباراموتور»، ولم يثنها عن إلقاء ظهرها على الرمال والنوم بين أحضان الجبال والنظر إلى عنان السماء بلا حاجب أو حاجز، شاردة فى أحلام اليقظة، ترسم صورتها وهى تقطع الصحراء طولا وعرضا بسيارتها ذات الدفع الرباعي. المرة الأولى التى شاركت فيها فى سباقات رالى السيارات كانت منذ 5 سنوات، يومها ضلت طريقها فى الصحراء، لكن هذا لم يكن همها الأكبر أو سبب حزنها، فما كان يشغلها هو سخرية الرجال منها، حيث راهنوا على فشلها كأول فتاة مصرية تقتحم عالم سباقات رالى السيارات. يارا شلبى بطلة سباقات رالى السيارات قررت خوض التحدي، وأن تحول الخسارة إلى فوز، ولم يستغرق الأمر معها سوى 6 أشهر لتعيد الكرة من جديد، بعد أن قررت أن تدخل الصحراء بشكل شبه يومى لتزيد من قدرتها التدريبية حتى تستطيع المشاركة فى أول سباق يعوضها خسارتها الأولي، وبالفعل كانت نقطة التحول لدى أول فتاة مصرية تخوض سباقات رالى السيارات فى صحراء مصر الغربية عندما خاضت رالى الفراعنة فى 2014 لتحصل وقتها على المركز الثاني، فتتحول نظرات الرجال الساخرة منها إلى إعجاب بتفوقها. ويزداد تمسك يارا شلبى بحلمها كلما شاركت فى السباقات الإقليمية أو الدولية وسمعت جملة «حصول المتسابقة المصرية على المركز الأول»، تلك الجملة الساحرة تصل بها إلى منتهى نشوة النصر، وعندما تسمعها لا تبالى وقتها بأن تتلطخ يداها الناعمتان بشحوم وزيوت سيارتها، التى تجيد إصلاحها وصيانتها بنفسها.. لكن «يارا» بنت الصحراء لا تنسى مع كل هذا، أنها موظفة فى أحد البنوك الوطنية وأم لطفل وأن عليها التزامات تجاه عملها وأسرتها يجب أن تؤديها على أكمل وجه، مؤمنة أن الخوف صفة قميئة لا تصنع الأبطال، وأن الحياة أجمل كثيرا من أن نخشاها.